وروى يوسف بن يعقوب، عن صالح بياع الأكسية، أن جدته لقيت عليا عليه السلام بالكوفة، ومعه تمر يحمله، فسلمت عليه، وقالت له: أعطني يا أمير المؤمنين هذا التمر أحمله عنك إلى بيتك، فقال: أبو العيال أحق بحمله. قالت: ثم قال لي: ألا تأكلين منه؟ فقلت: لا أريد، قالت: فانطلق به إلى منزله ثم رجع مرتديا بتلك الشملة، وفيها قشور التمر، فصلى بالناس فيها الجمعة. وروى محمد بن فضيل بن غزوان، قال: قيل لعلي عليه السلام: كم تتصدق!
كم تخرج مالك! ألا تمسك! قال: إني والله لو أعلم أن الله تعالى قبل مني فرضا واحدا لأمسكت، ولكني والله ما أدري: أقبل مني سبحانه شيئا أم لا!
روى عنبسة العابد عن عبد الله بن الحسين بن الحسن، قال: أعتق علي عليه السلام في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله ألف مملوك مما مجلت (1) يداه، وعرق جبينه، ولقد ولي الخلافة، وأتته الأموال، فما كان حلواه إلا التمر، ولا ثيابه إلا الكرابيس.
وروى العوام بن حوشب، عن أبي صادق، قال: تزوج علي عليه السلام ليلى بنت مسعود النهشلية، فضربت له في داره حجلة، فجاء فهتكها، وقال: حسب أهل علي ما هم فيه!
وروى حاتم بن إسماعيل المدني، عن جعفر بن محمد عليه السلام، قال: ابتاع علي عليه السلام في خلافته قميصا سملا (2) بأربعة دراهم، ثم دعا الخياط، فمد كم القميص، وأمره بقطع ما جاوز الأصابع.
* * * وإنما ذكرنا هذه الأخبار والروايات - وإن كانت خارجة عن مقصد الفصل - لان الحال اقتضى ذكرها، من حيث أردنا أن نبين أن أمير المؤمنين عليه السلام لم يكن