وروى محمد بن فضيل عن هارون بن عنترة، عن زاذان، قال: انطلقت مع قنبر غلام علي عليه السلام، فإذا هو يقول: قم يا أمير المؤمنين، فقد خبأت لك خبيئا، قال:
وما هو، ويحك! قال: قم معي، فانطلق به إلى بيته، وإذا بغرارة مملوءة من جامات ذهبا وفضة، فقال: يا أمير المؤمنين، رأيتك لا تترك شيئا إلا قسمته، فادخرت لك هذا من بيت المال، فقال علي عليه السلام: ويحك يا قنبر! لقد أحببت أن تدخل بيتي نارا عظيمة. ثم سل سيفه وضربه ضربات كثيرة، فانتثرت من بين إناء مقطوع نصفه، وآخر ثلثه، ونحو ذلك، ثم دعا بالناس، فقال: اقسموه بالحصص، ثم قام إلى بيت المال، فقسم ما وجد فيه، ثم رأى في البيت إبرا ومسال، فقال: ولتقسموا هذا، فقالوا:
لا حاجة لنا فيه، وقد كان علي عليه السلام يأخذ من كل عامل مما يعمل. فضحك، وقال: ليؤخذن شره مع خيره.
* * * وروى عبد الرحمن بن عجلان، قال: كان علي عليه السلام يقسم بين الناس الابزار والحرف (1) والكمون، وكذا وكذا.
وروى مجمع التيمي، قال: كان علي عليه السلام يكنس بيت المال كل جمعة، ويصلي فيه ركعتين، ويقول: ليشهد لي يوم القيامة.
وروى بكر بن عيسى عن عاصم بن كليب الجرمي، عن أبيه، قال: شهدت عليا عليه السلام وقد جاءه مال من الجبل، فقام وقمنا معه، وجاء الناس يزدحمون، فأخذ حبالا فوصلها بيده، وعقد بعضها إلى بعض، ثم أدارها حول المال، وقال: لا أحل لأحد أن يجاوز هذا الحبل، قال: فقعد الناس كلهم من وراء الحبل، ودخل هو، فقال:
أين رؤوس الأسباع؟ وكانت الكوفة يومئذ أسباعا - فجعلوا يحملون هذه الجوالق إلى هذه الجوالق، وهذا إلى هذا، حتى استوت القسمة سبعة أجزاء، ووجد مع المتاع