وتمتعضون: تأنفون وتغضبون. وحمس الوغى، اشتد، وأصل الوغى الصوت والجلبة، ثم سميت الحرب نفسها وغى، لما فيها من الأصوات والجلبة. واستحر الموت، أي اشتد.
وقوله: " انفرجتم انفراج الرأس "، أي كما ينفلق الرأس فيذهب نصفه يمنة ونصفه شامة. والمشرفية: السيوف المنسوبة إلى مشارف، وهي قرى من أرض العرب تدنو من الريف، ولا يقال مشارفي، كما لا يقال: جعافري، لمن ينسب إلى جعافر.
وفراش الهام: العظام الخفيفة تلي القحف.
وقال الراوندي في تفسير قوله " انفراج الرأس " أراد به انفرجتم عني رأسا، أي قطعا، وعرفه بالألف واللام، وهذا غير صحيح لان " رأسا " لا يعرف. قال: وله تفسير آخر: أن يكون المعنى انفراج رأس من أدنى رأسه إلى غيره، ثم حرف رأسه عنه.
وهذا أيضا غير صحيح، لأنه لا خصوصية للرأس في ذلك، فإن اليد والرجل إذا أدنيتهما من شخص، ثم حرفتهما عنه فقد انفرج ما بين ذلك العضو وبينه، فأي معنى لتخصيص الرأس بالذكر.
فأما قوله: " أنت فكن ذاك " فإنه إنما خاطب من يمكن عدوه من نفسه كائنا من كان، غير معين ولا مخصص، ولكن الرواية وردت بأنه خاطب بذلك الأشعث بن قيس، فإنه روي أنه قال له عليه السلام وهو يخطب ويلوم الناس على تثبيطهم وتقاعدهم:
هلا فعلت فعل ابن عفان! فقال له: " إن فعل ابن عفان لمخزاة على من لا دين له، ولا وثيقة معه، إن امرأ أمكن عدوه من نفسه يهشم عظمه، ويفري جلده، لضعيف رأيه مأفون عقله. أنت فكن ذاك إن أحببت، فأما أنا فدون أن أعطي ذاك ضرب بالمشرفية... الفصل ".