شأنك؟ فقالت: أخاف الله رب العالمين، فقلت لها: خفتيه في الشدة ولم أخفه في الرخاء فتركتها وأعطيتها الحق علي بما كشفتها، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك لوجهك فافرج عنا، قال: فانصدع حتى عرفوا وتبين لهم. وقال الآخر: قد عملت حسنة مرة كان لي أبوان شيخان كبيران وكان لي غنم، كنت أطعم أبوي وأسقيهما، ثم رجعت إلى غنمي فأصابني يوما غيث وحبسني فلم أرح حتى أمسيت فأتيت أهلي فأخذت محلبي فحلبت وغنمي قائمة، فمشيت إلى أبوي فوجدتهما قد ناما فشق علي أن أوقظهما، وشق علي أن أترك غنمي فما برحت جالسا ومحلبي على يدي حتى أيقظهما الصبح فسقيتهما، اللهم إن كنت فعلت ذلك لوجهك فافرج عنا، قال النعمان رضي الله عنه: كأني أسمع هذه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الجبل: طاق ففرج الله عز وجل عنهم فخرجوا ".
[191] - حدثنا علي بن سعيد الرازي، ثنا علي بن حرب، ثنا عبد الرحمن بن الحسن، أبو مسعود الزجاج، حدثني أبو سعد البقال عن سماك بن حرب قال: سمعت النعمان بن بشير رضي الله عنه.
وحدثنا أحمد بن محمد بن صدقة ثنا إبراهيم بن بسطام الزعفراني ثنا مؤمل بن إسماعيل، ثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الرقيم، فذكر حديث الغار.
[192] - حدثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، ثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن ثلاثة نفر فيمن سلف من الناس انطلقوا يرتادون لأهليهم، فأصابتهم السماء، فدخلوا غارا فسقط عليهم حجر فأطبق عليهم حتى ما يرون منه خصاصة، فقال بعضهم لبعض: قد وقع الحجر وعفا الأثر، ولا يعلم بمكانكم إلا الله عز وجل فادعوا الله عز وجل بأوثق أعمالكم، فقال رجل: اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدان فكنت أحلب لهما في إناءيهما وآتيهما به، فإذا وجدتهما راقدين قمت على رؤوسهما كراهية أن أرد وسنهما، اللهم إن