إلى الظلال، وطيب الثمار، فلم أزل كذلك، حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم غاديا بغداة (1) وذلك يوم الخميس [وكان يحب أن يخرج يوم الخميس] (2)، فأصبح غاديا، فقلت: أنطلق عدا إلى السوق، فأشتري جهازي (3)، ثم ألحقهم، فانطلقت إلى السوق من الغد، فعسر علي بعض شأني أيضا (4)، فقلت: أرجع غدا إن شاء الله، فلم أزل كذلك حتى التبس بي (5) الذنب، وتخلفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعلت أمشي في الأسواق وأطوف بالمدينة، فيحزنني أني لا أرى (6) أحدا إلا رجلا مغموصا عليه في النفاق (7)، وكان ليس أحد تخلف إلا رأى أن ذلك سيخفى له، وكان الناس كثيرا لا يجمعهم ديوان، وكان جميع من تخلف عن (8) النبي صلى الله عليه وسلم بضعة وثمانين رجلا،
(٣٩٩)