صلى الله عليه وسلم في غزاة غزاها، حتى كانت غزوة تبوك، إلا بدرا، ولم يعاتب النبي صلى الله عليه وسلم أحدا تخلف عن بدر، إنما خرج يريد العير، فخرجت قريش مغوثين (1) لعيرهم، فالتقوا عن غير موعد، كما قال الله، ولعمري إن أشرف مشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس لبدر، وما أحب أني كنت شهدت (2) مكان بيعتي (3) ليلة العقبة حيث تواثقنا على الاسلام، ثم لم أتخلف بعد عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة غزاها، حتى كانت غزوة تبوك، وهي آخر غزوة غزاها، وآذن النبي صلى الله عليه وسلم الناس بالرحيل، وأراد أن يتأهبوا أهبة غزوهم، وذلك حين طاب الظلال، وطابت الثمار، وكان قل (4) ما أراد غزوة إلا وري بغيرها (5)، وكان يقول:
الحرب خدعة، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك أن يتأهب الناس أهبة (6)، وأنا أيسر ما كنت، قد جمعت راحلتي (7)، وأنا أقدر شئ في نفسي على الجهاد وخفة الحاذ (8)، وأنا في ذلك أصغو (9)