يهود خيبر، وكانوا خرجوا على أن يسيروا منها، فدفع إليهم خيبر على أن يعملوها على النصف، فيؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أصحابه، وقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقركم على ذلك ما أقركم [الله]، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إليهم عبد الله بن رواحة الأنصاري، فيخرص عليهم النخل حين يطيب أول شئ من تمرها، قبل أن يؤكل منه شئ، ثم يخير اليهود، أ (1) يأخذونها بذلك الخرص، أم يدفعونها بذلك الخرص؟
قال الزهري: ثم اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة من المدة التي كانت بينه وبين قريش، وخلوها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلفوا حويطب ابن عبد العزى القرشي ثم العدوي (2)، وأمروا إذا طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا أن يأتيه فيأمره أن يرتحل، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم صالحهم على أن يمكث ثلاثا يطوف بالبيت، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم حويطب بعد ثلاث، فكلمه في الرحيل، فارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلا إلى المدينة. ثم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتح مكة.
قال الزهري: فأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في شهر رمضان من المدينة، معه عشرة آلاف من المسلمين، وذلك على رأس ثمان سنين ونصف من مقدمه المدينة، فسار بمن معه من المسلمين إلى مكة، يصوم ويصومون، حتى بلغ الكديد، وهو ما بين عسفان وقديد، فأفطر، وأفطر المسلمون