قبل أن يأتوها، فقالت طائفة من المسلمين: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد أن تدعوا الصلاة، فصلوا، وقالت طائفة: إنا لفي عزيمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما علينا من بأس، فصلت طائفة إيمانا واحتسابا، [وتركت طائفة إيمانا واحتسابا] (1) قال: فلم يعنف (2) النبي صلى الله عليه وسلم واحدا من الفريقين (3)، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم فمر بمجالس بينه وبين بني قريظة، فقال: هل مر بكم من أحد؟ فقالوا: نعم، مر علينا دحية الكلبي على بغلة شهباء تحته قطيفة ديباج، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس ذلك، ولكنه جبريل، أرسل إلى بني قريظة، ليزلزل حصونهم، ويقذف في قلوبهم الرعب، فحاصرهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فلما انتهى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم [أمرهم] (4) أن يستروه بجحفهم ليقوه الحجارة، حتى يسمع كلامهم، ففعلوا، فناداهم: يا إخوة القردة والخنازير! فقالوا: يا أبا القاسم! ما كنت فاحشا، فدعاهم إلى الاسلام، قبل أن يقاتلهم، فأبوا أن يجيبوه إلى الاسلام، فقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين، حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ (5)، وأبوا أن ينزلوا على حكم النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلوا على داء (6) فأقبلوا بهم، وسعد بن معاذ أسيرا على أتان، حتى انتهوا إلى رسول
(٣٧٠)