قد أعطيته الثلث، فأبى إلا الشطر، فماذا تريان؟ قالا: يا رسول الله! إن كنت أمرت بشئ فامض لأمر الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لو كنت أمرت بشئ لم أستأمر كما، ولكن هذا رأيي، أعرضه عليكما، قالا: فإنا لا نرى أن نعطيه إلا السيف، قال: فنعم إذا، قال معمر: فأخبرني ابن أبي نجيح أنهما قالا له: والله يا رسول الله! لقد كان أفلان (1) حين جاء الله بالاسلام نعطيهم ذلك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: فنعم إذا.
قال الزهري في حديثه عن ابن المسيب: فبينا هم كذلك إذ جاءهم نعيم بن مسعود الأشجعي، وكان يأمنه الفريقان، كان موادعا لهما، فقال: إني كنت عند غيينة وأبي سفيان إذ جاءهم رسول بني قريظة: أن أثبتوا، فإنا سنخالف المسلمين إلى بيضتهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: فلعلنا أمرناهم بذلك، وكان نعيم رجلا لا يكتم الحديث، فقام بكلمة النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءه عمر فقال: يا رسول الله، إن كان هذا الامر من الله فأمضه، وإن كان رأيا منك فإن شأن قريش وبني قريظة أهون من أن يكون لاحد عليك فيه مقال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
علي الرجل، ردوه! فردوه، فقال: انظر الذي ذكرنا لك، فلا تذكره لاحد، فإنما أغراه، فانطلق حتى أتى عيينة وأبا سفيان، فقال:
هل سمعتم من محمد يقول قولا إلا كان حقا؟ قالا: لا، قال: فإني