فيها صغر فكانت معه حتى ولد له بني وكان يحبه أبو طلحة حبا شديدا ومرض الصبي وتواضع أبو طلحة لمرضه أو تضعضع له فانطلق أبو طلحة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومات الصبي فقالت: أم سليم لا ينعين النبي إلى أبي طلحة أحد ابنه حتى أكون انا الذي أنعاه ثم له فهيأت الصبي ووضعته وجاء أبو طلحة من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل عليها فقال كيف ابني فقالت: يا أبا طلحة ما كان منذ اشتكى أسكن منه الساعة قال: فلله الحمد فأتته بعشائه فأصاب منه ثم قامت فتطيبت وتعرضت له فأصاب منها فلما علمت أنه طعم وأصاب منها قالت يا أبا طلحة رأيت لو أن قوما أعاروا قوما عارية لهم فسألوهم إياها أكان لهم ان يمنعوهم فقال لا قالت فان الله عز وجل كان أعارك ابنك عارية ثم قبضه إليه فأحتسب واصبر فغضب ثم قال:
تركتني حتى إذا وقعت بما وقعت به نعيت إلي ابني ثم غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بارك الله لكما في غابر ليلتكما فثقلت من ذلك الحمل وكانت أم سليم تسافر مع النبي صلى الله عليه وسلم تخرج معه إذا خرج وتدخل معه إذا دخل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا ولدت فاتوني عبد بالصبي فأخذها الطلق ليلة قربهم من المدينة فقالت: اللهم إني كنت ادخل إذا دخل نبيك واخرج إذا خرج نبيك وقد حضر هذا الأمر فولدت غلاما وقالت لابنها أنس انطلق بالصبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ أنس الصبي وانطلق به إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسم إبلا أو غنما فلما نظر إليه قال: لأنس أولدت بنت ملحان قال: نعم فألقى ما في يده فتناول الصبي وقال إئتوني بتمرات عجوة فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم التمر فجعل يحنك الصبي وجعل الصبي يتلمظ فقال انظروا إلى حب الأنصار التمر فحنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسماه عبد الله قال: ثابت وكان يعد من خيار المسلمين (علي بن زيد بن جدعان عن أنس رضي الله عنهما) (حدثنا) يونس قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن أنس بن مالك ان ملك الروم أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم مستقة (1) سندس فلبسها فكأني انظر إلى ردفيه يتذبذبان وهو فجعل أصحابه يلمسونها ويقولون لا يزال عليك هذا من السماء فقال ما تعجبون منها فوالذي نفسي بيده لمنديل فلا من مناديل سعد بن معاذ في الجنة ألين من هذا ثم بعثه بها إلى جعفر فلبسها ثم جاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم اني لم أعطكها لتلبسها قال: ما اصنع بها قال: أرسل بها إلى أخيك النجاشي (حدثنا) أبو داود قال: حدثنا شعبة عن علي بن زيد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يتمن أحدكم الموت فإن كان لا بد فاعلا فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي (حدثنا) أبو داود قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يمر على باب فاطمة شهرا قبل صلاة الصبح فيقول الصلاة يا أهل البيت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت (حدثنا) أبو داود قال: حدثنا ابن فضالة عن علي بن زيد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسرى بي أتيت على قوم تقطع شفاههم بمقاريض من النار قلت يا جبريل ما هؤلاء قال: هؤلاء الخطباء من أمتك