اللهم ان الحمد منك واليك * والمعول في كل بدء ونهاية عليك * والصلاة المضاعفان بمرور دقائق الأيام والليال * المقرونان بكمال التعظيم الذي ليس فوقه كمال * على حبيبك الذي أنقذت به من آمن من مهاوي الويل والثبور * وأخرجت من اتبع ما جاء به من الكتاب والسنة من الظلمات إلى النور * وعلى آله الآمن من تمسك بهم من الضلال * وأصحابه الذين قاتلوا معه لنصرة الدين أشد القتال * * إما بعد * فيقول اللائذ برحاب العلم وذويه * العبد الفقير المدعو بالحسن بن أحمد وفقه الله لما يرضيه * مدير دار الطباعة الميرية الزاهرة * بمدينة حيدر آباد الدكن العامرة * قد بلغنا الغاية المقصود * وحفظنا الضالة المنشودة * وفرغنا بعون الله وحسن توفيقه * من طبع كتاب مسند الامام أبي داود الطيالسي رحمه الله تعالى وتصحيحه وتنميقه نفعا للأمة * وخدمة للسنة وأي خدمه * ولعمر الحق انه لكتاب غنى عن التعريف بفوائده وفرائده * وكيف لا والوحي الإلهي معين مصادره وموارده * أغنته شهرته عن اطرائه تصريحا أو تعريضا * ولذلك لا نزيد الطلاب حثا على اقتنائه ولا تحريضا * وكان ذلك الطبع المتقن * والترصيف المتمكن الأمكن * في (مطبعة دائرة المعارف النظامية) الواقعة في الهند بمدينة حيدر آباد الدكن * في عهد ولاية الملك العظيم قدره * النافذ نهيه وأمره * ابسط الملوك يدا وأكرمها * وأعدلها قضاء وأرحمها * (مظفر الممالك فتح جنك نظام الدولة نظام الملك آصف جاه مير محبوب علي خان بهادر) لا زالت رايات ملكه خافقة * وشموس سلطنته شارقة * في زمان الوزير الأعظم والأمير المكرم الملقب بيمين السلطنة وعضد الدولة العالية أعلى الله قدره وسدد امره.
تحت نظارة العالمين الفخيمين والفاضلين الجليلين مولانا الحافظ المولوي محمد أنوار الله خان بهادر ومؤسس هذه الجمعية الخيرية مولانا الهمام الملا محمد عبد القيوم أبقاهما الله رافلين في برود العز والكرامة * وادام بهما نفع الأمة إلى يوم القيامة * بتصحيح العبد الكاتب والمولوي السيد أبي الحسن والمولوي القاضي الشيخ أبى المظفر عبد الملك محمد شريف الدين الفللي الحيدر آبادي جزاهم الله تعالى خير الجزاء * وكان تمام الطبع في اليوم السابع عشر من ذي القعدة الحرام من سنة (1321) الف وثلاثمائة واحدى وعشرين من هجرة خير البرية * على مشرفها أفضل الصلاة وزكى التحية * اعلان * قد قوبل هذه النسخة مع النسخة القديمة العتيقة للمكتبة العمومية القائمة في بلدة (بتنه) وهي نسخة قد طالعها العلماء الكبار والفضلاء الأبرار من علماه مصر والشام عليها خطوطهم المكتوبة سنة (648) وعلم من خطبة الكتاب ان قراءة عفيف الدين مالك النسخة على القاضي أبي المكارم قد وقعت سنة (592) فعلم أن الفاصلة بين هذين قدر ست وخمسين سنة وان النسخة قديمة جدا ولما كانت النسخة الموصوفة وصلت إلينا بعد ما طبع الكتاب إلى صفحة (148) ألحقنا بطريق الضميمة تصحيح ما كان باقيا من أول الكتاب وهي هذه أبو الحسن المصحح عفا الله عنه