فلم ير شيئا فرفع يده فقلت: يدعو إلي الآن فأهلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم أطعم من أطعمني واسق من سقاني فأخذت الشفرة وأخذت الشملة وانطلقت إلى الأعنز أحسهن أيهن أسمن كي اذبحه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا احفل قال: كلهن فأخذت اناء لآل محمد ما كانوا يطمعون ان يحلبوا فيه فحلبت حتى علته الرغوة ثم أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فشرب ثم ناولني فشربت ثم ناولته فشرب ثم ناولني فشربت ثم ضحكت حتى ألقيت إلى الأرض فقال لي: إحدى سوءاتك وقال: يا مقداد فأنشات عند أخبره بما صنعت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما كانت الا رحمة من الله لو كنت أيقظت في صاحبيك فأصابا منها فقلت: والذي بعثك بالحق ما أبالي إذا أصبتها فإن أنت وأصبت ولم فضلك من أخطأت من الناس (أبو مالك الأشعري رضي الله عنه (1) عن النبي صلى الله عليه وسلم) (حدثنا) يونس قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا أبان بن يزيد عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبي سلام عن الحارث الأشعري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل أوحى إلى يحيى بن زكريا يخمس كلمات ان يعمل بهن ويأمر بني إسرائيل ان يعلموا بهن فكأنه أبطأ بهن فأوحى الله عز وجل إلى عيسى إما ان يبلغهن عنه أو تبلغن صلى فاتاه عيسى فقال إن الله أمرك بخمس كلمات تعمل بهن وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فأما ان تخبرهم واما ان أخبرهم فقال يا روح الله لا تفعل فإني أخاف ان سبقتني بهن ان يخسف بي أو أعذب قال: فجمع بني إسرائيل في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد وقعدوا على الشرفات ثم خطبهم فقال إن الله عز وجل أوحى إلي بخمس كلمات وامر بني إسرائيل ان يعملوا بهن أولهن ان لا تشركوا بالله شيئا فان مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق ثم اسكنه دار فقال اعمل وارفع لي عملك فجعل العبد يرفع إلى غير سيده فأيكم يرضى ان يكون عبده كذلك فان الله عز وجل خلقكم ورزقكم فلا تشركوا به شيئا وإذا قمتم إلى الصلاة فلا تلتفتوا فإن الله يقبل بوجهه إلى وجه عبده ما لم يلتفت وأمركم بالصيام ومثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة مسك فكلكم يحب ان يجد ريحها وخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك وأمركم بالصدقة ومثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوه إلى عنقه أو قربوه ليضربوا عنقه فجعل يقول لهم هل لكم ان أفدي قوله نفسي منكم فجعل يعطي القليل أو الكثير حتى فدى نفسه وأمركم بذكر الله كثيرا ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو وسراعا في أثره حتى اتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه وكذلك العبد لا ينجو من الشيطان الا بذكر الله (حدثنا) أبو داود قال: حدثنا أبان عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبي سلام عن الحارث قال: قال: النبي صلى الله عليه وسلم وانا آمركم بخمس أمرني الله عز وجل بهن الجماعة والسمع والطاعة والهجرة
(١٥٩)