باب بيان ما أعده الله تعالى للمجاهد في الجنة من الدرجات قوله صلى الله عليه وسلم (وأخرى يرفع بها العبد مائة درجة في الجنة ما بين كا درجتين كما بين السماء والأرض قال وما هي يا رسول الله قال الجهاد في سبيل الله) قال القاضي عياض رضي الله عنه يحتمل أن هذا على ظاهره وأن الدرجات هنا المنازل التي بعضها أرفع من بعض في الظاهر وهذه صفة منازل الجنة كما جاء في أهل الغرف أنهم يتراءون كالكوكب الدري قال ويحتمل أن المراد الرفعة بالمعنى من كثرة النعيم وعظيم الاحسان مما لم يخطر على قلب بشر ولا بصفة مخلوق وأن أنواع ما أنعم الله به عليه من البر والكرامة يتفاضل تفاضلا كثيرا ويكون تباعده في الفضل كما بين السماء والأرض في البعد قال القاضي والاحتمال الأول أظهر وهو كما قال والله أعلم
(٢٨)