باب عقوبة من شرب الخمر إذا لم يتب منها بمنعه إياها في الآخرة قوله صلى الله عليه وسلم (من شرب الخمر في الدنيا لم شربها في الآخرة إلا أن يتوب) وفى رواية حرمها في الآخرة معناه أنه يحرم شربها في الجنة وان دخلها فإنها من فاخر شراب الجنة فيمنعها هذا العاصي بشرابها في الدنيا قيل إنه ينس شهوتها لأن الجنة فيها كل ما يشتهى وقيل لا يشتهيها وان ذكرها ويكون هذا نقص نعيم في حقه تمييزا بينه وبين تارك شربها وفى هذا الحديث دليل على أن التوبة تكفر المعاصي الكبائر وهو مجمع عليه واختلف متكلموا أهل السنة في أن تكفيرها قطعي أو ظني وهو الأقوى والله أعلم باب إباحة النبيذ الذي لم يشتد ولم يصر مسكرا فيه ابن عباس رضى الله تعالى عنه قال (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتبذ له أول الليل فيشربه إذا أصبح يومه ذلك والليلة التي تجئ والغد والليلة الأخرى والغد إلى العصر فإن بقي شئ سقاه الخادم أو أمر به فصب) والأحاديث الباقية بمعناه في هذه الأحاديث دلالة على جواز
(١٧٣)