(عن ابن عمر فجئت سابقا فطفف بي الفرس المسجد) أي علا وثب إلى المسجد وكان جداره قصيرا وهذا بعد مجاوزته الغاية لأن الغاية هي هذا المسجد وهو مسجد بنى زريق والله أعلم باب فضيلة الخيل وأن الخير معقود بنواصيها قوله صلى الله عليه وسلم (الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والغنيمة) وفى رواية الخير معقوص بنواصي الخيل وفى رواية البركة في نواصي الخيل المعقود والمعقوص بمعنى ومعناه ملوى مضفور فيها والمراد بالناصية هنا الشعر المسترسل على الجبهة قال الخطابي وغيره قالوا وكنى بالناصية عن جميع ذات الفرس يقال فلان مبارك الناصية ومبارك الغرة أي الذات وفى هذه الأحاديث استحباب رباط الخيل واقتنائها للغزو وقتال أعداء الله وأن فضلها وخيرها والجهاد باق إلى يوم القيامة وأما الحديث الآخر الشؤم قد يكون في الفرس فالمراد به غير الخيل المعدة للغزو ونحوه أو أن الخير والشؤم يجتمعان فيها فإنه فسر الخير بالأجر والمغنم ولا يمتنع مع هذا أن يكون
(١٦)