وقال أبو الفرج في مقاتل الطالبين ص 27: حدثني أحمد بن عيسى قال: حدثنا الحسين بن نصر، قال: حدثنا زيد بن المعدل، عن يحيى بن شعيب، عن أبي مخنف، عن فضيل بن خديج، عن الأسود الكندي والأجلح، قالا: توفي علي عليه السلام وهو ابن أربع وستين سنة، في عام أربعين من الهجرة، ليلة الأحد لإحدى وعشرين ليلة مضت من شهر رمضان وولي غسله ابنه الحسن وعبد الله بن العباس، وكفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص، وصلى عليه ابنه الحسن، فكبر عليه خمس تكبيرات ودفن بالرحبة مما يلي أبواب كندة.
وقال أيضا عندما ذكر مجئ ابن ملجم وشبيب ووردان إلى قطام في مسجد الكوفة للفتك بأمير المؤمنين (ع): وكان ذلك في ليلة الجمعة لتسع عشرة ليلة خلت من رمضان سنة أربعين على رواية أبي مخنف. انتهى ملخصا.
ونقله عنه ابن أبي الحديد، في شرح المختار (69) من خطب نهج البلاغة، وفي الفضل الرابع من شرح المختار (57) من خطب النهج من شرح ابن أبي الحديد: ج 4 ص 81، ط مصر، نقل عن شيخه أبي القاسم البلخي - في بيان انحراف الوليد بن عقبة - ان للوليد شعر يقصد فيه الرد على رسول الله صلى الله عليه وآله حيث قال: (ان تولوها عليا تجدوه هاديا مهديا) قال: وذلك أن عليا عليه السلام، لما قتل قصد بنوه أن يخفوا قبره خوفا من بني أمية أن يحدثوا في قبره حدثنا، فأوهموا الناس في موضع قبره تلك الليلة - وهي ليلة دفنه - ايهامات مختلفة.
فشدوا على جمل تابوتا موثقا بالحبال، يفوح منه روائح الكافور، وأخرجوه من الكوفة في سواد الليل بصحبة ثقاتهم يوهمون انهم يحملونه إلى المدينة