ص 94 من المجلد الأول.
الأمر الثامن:
في ترجمة أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد رحمه الله.
أقول: هذا الرجل وأبو الحسين علي بن أحمد بن محمد ابن أبي جيد (36) غير معنونين بالترجمة في كتب القدماء، الا ان اكثار الشيخ الصدوق والشيخ المفيد رحمهما الله الرواية عن أحمد بن محمد، وكذا اكثار الشيخ الطوسي والنجاشي الرواية من ابن أبي جيد، يكشف عن جلالتهما، مع أنهما من مشايخ الإجازة، كما يستظهر من موارد كثيرة من فهرست النجاشي وفهرست الشيخ ورجاله ومشيخة الاستبصار والتهذيب وباب من لم يرو عنهم (ع) من كتاب الرجال، فان الشيخ في كثير من المواضع يروي كتب الأصحاب وأصولهم بواسطة ابن أبي جيد، ومثله صنيع النجاشي في فهرست مصنفي الشيعة، ومن كان له أدنى أنس بطريقة النجاشي (ره) من امتناعه عن الرواية عمن رمى بالضعف، ومن كفه عن تحمل الحديث عن المتهمين - ولو كان الرمي بالضعف والاتهام بعقيدته على خلاف الواقع - يحصل له القطع على أن ابن أبي جيد، وأشباهه - ممن يتمسك النجاشي بقوله - مقبول القول، وموثوق به، باتفاق الامامية واجماعهم، وعليك بموارد النقل عن هذين العلمين في كتب الشيخ الصدوق ومعلم الأمة الشيخ المفيد، وشيخ الطائفة والنجاشي - قدس الله أسرارهم - كي تطلع على جلية الحال وحقيقتها.