حاشا لله الحكيم العليم، حاشا لله الرؤوف الرحيم، حاشا لله الخالق للرحمة والامتنان، والمنعم على الخلق بالجنة والرضوان، والحور والولدان.
وهذا أمر جلي لا يلتبس على أحد من العقلاء، غني عن إقامة الشواهد وتكثير الأمثلة، والقائل أيضا وإن كان منهمكا في غمرات الجهل، وبحار الغباوة، ولكن لم تصل غباوته بهذه الدرجة، حتى يشتبه عليه مرمى الرسول الأكرم، وأكمل سفراء الله إلى الخلق، نعم عرف المقصد من طلب الدواة والقرطاس، وعلم النتيجة من الكتاب والوصية، ولكن لم تكن كتابة الكتاب موافقة لغرضه، ولا ملائمة لمنوياته، فاغتنم الفرصة، وحال بين رسول الله وبين تسجيل الكتاب والوصية، وبالكلمة التي أراد بها الباطل فصب تراب المذلة على رؤوس المسلمين، وحال بين المحجة البيضاء وبين العالمين، وسد طريق الشريعة الغراء على السالكين، بكلمته هذا، وحبس العالمين في سرادق البلية والرزية إلى يوم كشف الغطاء (18).