بالله الظنون هلك، فاحذروا في صفاته من أن تقفوا له على حد تحدونه بنقص أو زيادة أو تحريك أو تحرك أو زوال أو استنزال أو نهوض أو قعود فإن الله جل وعز عن صفة الواصفين ونعت الناعتين وتوهم المتوهمين وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين (1).
[2695] 3 - الكليني، عن محمد بن أبي عبد الله، رفعه عن الحسن بن راشد، عن يعقوب ابن جعفر، عن أبي إبراهيم (عليه السلام) انه قال: لا أقول: انه قائم فأزيله عن مكانه، ولا أحده بمكان يكون فيه ولا أحده أن يتحرك في شيء من الأركان والجوارح، ولا أحده بلفظ شق فم، ولكن كما قال الله تبارك وتعالى: (كن فيكون) بمشيئته من غير تردد في نفس، صمدا فردا لم يحتج إلى شريك يذكر له ملكه، ولا يفتح له أبواب علمه (2).
[2696] 4 - الكليني، عن محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن إسماعيل، عن داود بن عبد الله، عن عمرو بن محمد، عن عيسى بن يونس قال: قال ابن أبي العوجاء لأبي عبد الله (عليه السلام) في بعض ما كان يحاوره: ذكرت الله فاحلت على غائب، فقال أبو عبد الله: ويلك كيف يكون غائبا من هو مع خلقه شاهد، وإليهم أقرب من حبل الوريد يسمع كلامهم ويرى أشخاصهم، ويعلم أسرارهم؟ فقال ابن أبي العوجاء:
أهو في كل مكان أليس إذا كان في السماء كيف يكون في الأرض؟ وإذا كان في الأرض كيف يكون في السماء؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إنما وصفت المخلوق الذي إذا انتقل عن مكان اشتغل به مكان وخلا منه مكان فلا يدري في المكان الذي صار إليه ما يحدث في المكان الذي كان فيه، فأما الله العظيم الشأن الملك الديان فلا يخلوا منه مكان، ولا يشتغل به مكان، ولا يكون إلى مكان أقرب منه إلى مكان (3).