ابن الوليد حاصر بعض حصون الحيرة فخرج عمرو بن عبد المسيح بن قيس بن حيان بن بقيلة يفاوض خالدا في أمر الصلح ومعه كيس معلق بحقوه فتناول خالد الكيس ونثر ما فيه في راحته، وقال: ما هذا يا عمرو؟!
قال: هذا وأمانة الله سم ساعة! قال: ولم تحتقب السم؟ قال: خشيت أن تكونوا على غير ما رأيت والموت أحب إلي من مكروه أدخله على قومي!
فقال خالد: " إنها لن تموت نفس حتى يأتي على أجلها " وقال: " بسم الله خير الأسماء رب الأرض ورب السماء الذي ليس يضر مع اسمه داء، الرحمن الرحيم " فأهووا إليه ليمنعوه منه فبادرهم فابتلعه! فقال عمرو: " والله يا معشر العرب لتملكن ما أردتم ما دام منكم أحد أيها القرن " (1).
ثم ذكر كيف جرى الصلح بينهما.
ذكر سيف في هذا الخبر اسم مفاوض خالد (عمرو بن عبد المسيح " ودس في الخبر أسطورة تناول خالد السم وعدم تأثير السم به.
بينما أورد البلاذري (2) خبر صلح الحيرة في فتوحه وذكر اسم المفاوض (عبد المسيح بن عمرو) ولم يذكر قصة سم ساعة.
وروى الطبري (3) - أيضا - خبر الصلح عن ابن الكلبي وليس فيه خبر الأسطورة، واسم المفاوض عنده - أيضا - (عبد المسيح بن عمرو).
وورد أيضا في أنساب ابن الكلبي وفي جمهرة أنساب العرب (4) اسمه (عبد المسيح بن عمرو) مع ذكر نسبه.
روى سيف هذه الأسطورة مع تحريف اسم المفاوض وأخذ منه