بيت أبناء عمومته فوصفهم بأنهم سبائية ضلال (لا) ثم شرح عقيدتهم بقوله:
" زعمت أن غيرنا أحق بالرياسة والسياسة والخلافة منا ".
لم يستطع السفاح أن يدمغ خصومه بأكثر مما وصفهم بأنهم يرون غيرهم أحق بالرياسة والخلافة، ولو أمكنه أن يدمغهم بأكثر من ذلك لما تورع عنه، ولقال: إنهم ضلال مرقوا عن الاسلام وقالوا بألوهية البشر، في حين أنه لم يتورع عن قتل أبي سلمة غيلة (ما).
هذه النصوص كلها تتفق في الدلالة على أن السبئية كانت نبزا بالألقاب، ولم تكن اللفظة يومذاك تدل على المعنى المذهبي الذي اشتهرت به بعد ذلك، كما لم نجد السبئية استعملت في النبز في غير الكوفة وما والاها إلى ذلك التاريخ.
هكذا كان الامر منذ عصر ابن زياد حتى أوائل القرن الثاني الهجري حيت اختلق سيف بن عمر التميمي العدناني - الذي كان يسكن الكوفة - الأسطورة السبئية، وطور في ما اختلق مدلول السبئية من الانتساب إلى سبأ بن يشجب إلى الانتساب إلى عبد الله بن سبأ الذي زعمه يهوديا يمانيا قد أظهر الاسلام زمن عثمان وجاء بعقيدة الوصاية والرجعة، وزعم أنه تبعه جماعات، وأنهم الذين سموا بالسبئية، وأن الذين