آخرين من أمثالهم؟ وما الذي بخس حظهم من حب نبيهم الأقدس إياهم مع تلكم الفضائل والفواضل الجمة ولا يدانيهم فيها غيرهم حتى جل المذكورين إن لم نقل كلهم غير سيد العترة؟
أفي وسع الباحث أن يرى أبا عبيدة حفار القبور مثلا أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله من أبي ذر الصديق شبيه عيسى في أمة محمد صلى الله عليه وآله هديا وبرا ونسكا وزهدا وصدقا وجدا وخلقا وخلقا؟ من أبي ذر الذي كان صلى الله عليه وآله يدنيه دون أصحابه إذا حضر ويتفقده إذا غاب (1).
أو من عمار جلدة ما بين عيني رسول الله صلى الله عليه وآله وأنفه. الطيب المطيب الذي ملئ إيمانا إلى مشاشه، الذي خلط الإيمان ما بين قرنه إلى قدمه، خلط الإيمان بلحمه ودمه، الذي كان مع الحق والحق معه يدور مع الحق أينما دار (2).
أعوذ بالله من التقول والتحدث بالزعمات بلا تعقل.
14 - أخرج ابن عساكر في تاريخه 6: 173 من طريق سعيد بن مسلمة بن أمية ابن هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي عن ابن عمر قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو دخل المسجد وهو آخذ بيد أبي بكر وعمر، أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره، ثم قال: هكذا نبعث يوم القيامة. ورواه الترمذي.
قال الأميني: حذف بدران مهذب تاريخ ابن عساكر إسناد هذه الرواية سترا على ما فيه من العلل ذاهلا عن أن في ذكر سعيد بن مسلمة غنى وكفاية، وإسناده كما في " الميزان " عن سعيد عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر. قال البخاري في تاريخه: سعيد بن مسلمة عن إسماعيل بن أمية فيه نظر، يروي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مناكير. وقال أيضا: منكر الحديث. وقال مرة: ضعيف. وقال يحيى ابن معين: ليس بشئ. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكره. وقال الدارقطني: هو ضعيف الحديث يعتبر به. وقال ابن حبان: فاحش الخطأ، منكر الحديث جدا (3).