تعالى: ونزعنا ما في صدورهم من غل: أي من حقد وعداوة، إذا كان يوم القيامة تنصب كراسي من ياقوت أحمر فيجلس أبو بكر على كرسي، وعمر على كرسي، وعثمان على كرسي، ثم يأمر الله الكراسي فتطير بهم إلى تحت العرش، فتسبل عليهم خيمة من ياقوتة بيضاء، ثم يؤتى بأربع كاسات فأبو بكر يسقي عمر، وعمر يسقي عثمان، وعثمان يسقي عليا، وعلي يسقي أبا بكر، ثم يأمر الله جهنم أن تتمخض بأمواجها فتقذف الروافض على ساحلها فيكشف الله عن أبصارهم فينظرون إلى منازل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقولون: هؤلاء الذين أسعدهم الله، وفي رواية: فيقولون: هؤلاء الذين سعد الناس بمتابعتهم وشقينا نحن بمخالفتهم، ثم يردون إلى جهنم بحسرة وندامة.
* (ومنها) * من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: ونزعنا ما في صدورهم من غل قال: نزلت في عشرة: أبو بكر. وعمر: وعثمان. وعلي. وطلحة. والزبير. وسعد. و سعيد. وعبد الرحمن بن عوف. وعبد الله بن مسعود.
ومن طريق النعمان بن بشير عن علي: ونزعنا ما في صدورهم من غل. قال: ذاك عثمان وطلحة والزبير وأنا.
هكذا يحرفون الكلم عن مواضعه، وهل من مسائل رواة هذه السفاسف عن الغل الذي نزع من صدور أولئك المذكورين متى نزع؟ وإلى أين ذهب؟ وهذا الحديث والتاريخ يعلماننا أن الغل المنتزع منهم بعد إسلامهم لم يزل مستقرا بينهم منذ يوم وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وما وقع هناك من حوار وشجار، إلى الحوادث الواقعة حول واقعة الدار، إلى المحتشد الدامي يوم الجمل، أو ليست هذه كلها منبعثة عن غل محتدم، ووغر في الصدور، وسخيمة في القلوب، وبغضة مستثيرة؟ أوليس منها أن يستبيح الانسان دم صاحبه و هتك حرماته والوقيعة في عرضه؟ فهل مع هذه كلها صحيح أنه نزع ما في صدورهم من غل؟
والآيات المحرفة من هذا القبيل كثيرة جدا لو تجمع يأتي منها كتاب ضخم غير أنا لا يروقنا البحث عنها فإنه إطالة من غير جدوى فهي بأنفسها وما فيها من تهافت و تفاهة كافية في إبطالها، وما عساني أن أقول في مثل ما رووه في قوله تعالى: وحملناه