كوني أنت يا أم المؤمنين حكما عدلا بيننا وبين رواة السفاسف، واحكمي قسطا فيمن يعزو إلى بعلك المقدس مما يربي بنفسه عنه كل سافل ساقط، ويقولون:
إن رجلا لم ير عورته قط أحد حتى حليلته، وأنت من اطلع الناس على خلواته وسرياته كان يحمل الحجر بين العمال عاريا وقد حل إزاره وجعله على منكبيه.
أيهما صحيح عنك يا أم المؤمنين مما أسندوه إليك؟ أحديثك هذا؟ أم ما حدثت به - إن كنت حدثت به - من حديث عثمان مشفوعا بما ثبت عن بعلك صلى الله عليه وسلم من أن الفخذ عورة؟.
وكأني بأم المؤمنين تقول: حسبك أيها السائل لقد منيت بالكذابة كما مني بها بعلي صلى الله عليه وآله وسلم قبلي، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولوا إلا كذبا.
وسيعلم المبطلون غب ما فرطوا في جنب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غلوا في فضائل أناس آخرين، ونعم الحكم الله غدا والخصيم محمد صلى الله عليه وآله.
ليت شعري هل كانت عائشة تعتقد باستقرار ملكة الحياء في عثمان في كل تلك المدة التي روت عن أولياتها حديث الفخذين، وطفقت في أخرياتها تثير الناس على عثمان وتقول فيه تلكم الكلم القارصة الفظة التي أسلفناها في الجزء صفحة 77 - 86 ولم تفتأ حتى أوردته حياض المنية، وهل كانت ترى استمرار حياء الملائكة منه طيلة ما بين الحدين؟! أو أنها ترتأي انفصام عراه بتقطع حلقات ما أثبتت له من ملكة الحياء؟
ولذلك قلبت عليه ظهر المجن، فإن كان الأول فما المبرر للهجاته الأخيرة؟ وإن كان غيره؟ فالحديث باطل أيضا لأن تبجيل عالم الملكوت لا يكون إلا على حقيقة مستوعبة لمدة حياة الانسان كلها، والتظاهر بالفضل المنصرم لا حقيقة له تكبرها الملائكة وتستحي من جهتها، هذا إن لم تعد أم المؤمنين علينا جوابها الأول مرة أخرى من أنها منيت بالكذابة كما أنه جوابها المطرد في كل ما يروى عنها من فضل عثمان وإن كلها من ولائد عهد معاوية المحشو بالأكاذيب والمفتريات طمعا في رضائخه.
3 - أخرج الطبراني من حديث أبي معشر البراء البصري عن إبراهيم بن عمر بن أبان بن عثمان عن أبيه عمر بن أبان عن أبيه أبان بن عثمان بن عفان قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وعائشة وراءه إذ استأذن أبو بكر فدخل، ثم استأذن