بعد ما عهد على نفسه أن يعمل بالكتاب والسنة، وكتب بهذا كتابا وشهد عليه أمة من الصحابة بعد ما اعترف بهناته بين الملأ وأظهر الندامة منها وتاب عنها ولذلك كله رجع المصريون وغيرهم من الثائرين عليه إلى بلادهم، وكان يحنث عهده وينقض توبته بتلبيس أبالسته مروان ونظرائه، فهل يفعل مثل هذا من تردى بأبراد الحياء؟
أو مقارفته ليلة وفاة أم كلثوم النبي الاقدس؟ وكان ذلك ممقوتا جدا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى أنه ألمح إليه بقوله: هل فيكم من أحد لم يقارف الليلة؟ فمنعه بذلك عن دفن حبيبته، وألصق به هوان الأبد.
أو تربعه على صهوة منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما استخلف؟ وكان أبو بكر يجلس دون مقامه صلى الله عليه وآله وسلم بمرقاة ثم عمر دونه بمرقاة، وكان من حق عثمان الذي كان أشد حياء من صاحبيه أن لا يطأ ذلك المرتقى، وأن يتبع ولا أقل سيرة الشيخين في الحياء والأدب، لكنه.....
أو مخالفته الكتاب والسنة؟ كما كتب المهاجرون الأولون وبقية الشورى إلى من بمصر من الصحابة والتابعين: أن تعالوا إلينا وتداركوا خلافة رسول الله قبل أن يسلبها أهلها فإن كتاب الله قد بدل، وسنة رسوله قد غيرت (1). وكتبوا إلى الصحابة في الثغور: إن دين محمد قد أفسده من خلفكم وترك، فهلموا فأقيموا دين محمد صلى الله عليه وسلم ورفعت عائشة نعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي تقول: تركت سنة رسول الله صاحب هذا النعل. وتقول: ما أسرع ما تركتم سنة نبيكم وهذا شعره وثوبه ونعله لم يبل بعد.
وتقول: عثمان قد أبلى سنة رسول الله. وتقول: اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا إنه قد كفر.
إلى كلمات أخرى لها ولغيرها في مخالفة الرجل الكتاب والسنة.
أو إعرابه عن تلكم الآراء الشاذة عن الكتاب والسنة في الصلاة والصلاة و الصدقات والأخماس والزكوات والحج والنكاح والحدود والديات بلهجة شديدة بمثل قوله: هذا رأي رأيته. وقوله: لنأخذن حاجتنا من هذا الفئ وإن رغمت أنوف أقوام هذا مال الله أعطيه من شئت وأمنعه من شئت فأرغم الله أنف من رغم. فقال له علي إذن تمنع من ذلك ويحال بينك وبينه. وقال عمار: أشهد الله إن أنفي أول راغم من .