فقالوا: لا ندعكم تصلون عليه، فقال أبو الجهم: ألا تدعونا نصلي عليه؟ فقد صلت عليه الملائكة، فقال الحجاج بن غزية: إن كنت كاذب فأدخلك الله مدخله، قال: نعم حشرني الله معه، قال ابن غزية: إن الله حاشرك معه ومع الشيطان، والله إن ترك إلحاقك، به لخطأ وعجز. فسكت أبو الجهم، ثم إن القوم أغفلوا أمر عثمان وشغلوا عنه، فعاد هؤلاء النفر فصلوا عليه ودفنوه، وأمهم جبير بن مطعم وحملت أم البنين بنت عيينة بن حصن امرأة عثمان لهم السراج، وحمل على باب صغير من جريد قد خرجت عنه رجلاه وأخرج حديث منع الصلاة عليه أبو عمر في " الاستيعاب " من طريق هشام بن عروة عن أبيه.
وقال: إنه لقيهم قوم من الأنصار فقاتلوهم حتى طرحوه، ثم توطأ عمير بن ضابئ بن الحارث بن أرطاة التميمي ثم البرجمي بطنه، وجعل يقول: ما رأيت كافرا ألين بطنا منه، وكان أشد الناس على عثمان، فكان يقول يومئذ: أرني ضابئا، أحي لي ضابئا ليرى ما عليه عثمان من الحال. وقال ابن قتيبة في الشعر والشعراء ص 128: جاء عمير بن ضابئ حتى رفسه برجله.
قال البلاذري: ودفن عثمان في حش كوكب وهو نخل لرجل قديم يقال له:
كوكب، ثم أقبل الناس حين دفن إلى علي فبايعوه وأرادوا دفن عثمان بالبقيع فمنعهم من ذلك قوم فيهم أسلم بن بجرة الساعدي، ويقال: جبلة بن عمرو الساعدي، وقال ابن دأب: صلى عليه مسور بن مخرمة.
وقال المدائني عن الوقاضي عن الزهري: امتنعوا من دفن عثمان فوقفت أم حبيبة بباب المسجد ثم قالت: لتخلن بيننا وبين دفن هذا الرجل أو لأكشفن ستر رسول الله فخلوا بينهم وبين دفنه.
وأخرج من طريق أبي الزناد قال: خرجت نائلة امرأة عثمان ليلة دفن ومعها سراج وقد شقت جيبها وهي تصيح: واعثماناه، وأمير المؤمنيناه، فقال لها جبير بن مطعم: أطفئي السراج فقد ترين من الباب، فأطفأت السراج وانتهوا إلى البقيع، فصلى عليه جبير وخلفه حكيم بن حزام، وأبو جهم، ونيار بن مكرم، ونائلة وأم البنين امرأتاه ونزل في حفرته نيار وأبو جهم وجبير، وكان حكيم والامرأتان يدلونه على الرجال