قال: وما تصنعين بالبصرة؟ قالت: أطلب بدم عثمان. قال: فهؤلاء قتلة عثمان معك، ثم أقبل على مروان فقال له: أين تريد أيضا؟ قال: البصرة. قال: وما تصنع بها؟ قال:
أطلب قتلة عثمان. قال: فهؤلاء قتلة عثمان معك؟ إن هذين الرجلين قتلا عثمان: طلحة والزبير، وهما يريدان الأمر لأنفسهما فلما غلبا عليه قالا: نغسل الدم بالدم والحوبة بالتوبة.
ثم قال المغيرة بن شعبة: أيها الناس إن كنتم إنما خرجتم مع أمكم؟ فارجعوا بها خيرا لكم، وإن كنتم غضبتم لعثمان؟ فرؤساؤكم قتلوا عثمان، وإن كنتم نقمتم على علي شيئا؟ فبينوا ما نقمتم عليه، أنشدكم الله، فتنتين في عام واحد؟ فأبوا إلا أن يمضوا بالناس.
" الإمامة والسياسة 1: 55 " 12 - لما نزل طلحة والزبير البصرة قال عثمان بن حنيف: نعذر إليهما برجلين فدعا عمران بن حصين صاحب رسول الله وأبا الأسود الدؤلي فأرسلهما إلى الرجلين فذهبا إليهما فناديا: يا طلحة! فأجابهما فتكلم أبو الأسود الدؤلي فقال: يا محمد؟ إنكم قتلتم عثمان غير مؤامرين لنا في قتله، وبايعتم عليا غير مؤامرين لنا في ييعته، فلم نغضب لعثمان إذ قتل، ولم نغضب لعلي إذ بويع، ثم بدا لكم فأردتم خلع علي ونحن على الأمر الأول، فعليكم المخرج مما دخلتم فيه. ثم تكلم عمران فقال: يا طلحة! إنكم قتلتم عثمان ولم نغضب له إذ لم تغضبوا، ثم بايعتم عليا وبايعنا من بايعتم، فإن كان قتل عثمان صوابا فمسيركم لماذا؟ وإن كان خطأ؟ فحظكم منه الأوفر، ونصيبكم منه الأوفى، فقال طلحة: يا هذان إن صاحبكما لا يرى أن معه في هذا الأمر غيره وليس على هذا بايعناه، وأيم الله ليسفكن دمه. فقال أبو الأسود: يا عمران! أما هذا فقد صرح أنه إنما غضب للملك. ثم أتيا الزبير فقالا: يا أبا عبد الله! إنا أتينا طلحة. قال الزبير: إن طلحة وإياي كروح في جسدين، وإنه والله يا هذان! قد كانت منا في عثمان فلتات احتجنا فيها إلى المعاذير، ولو استقبلنا من أمرنا ما استدبرناه نصرناه الحديث. " الإمامة والسياسة 1 ص 56 ".
13 - من خطبة لعمار بن ياسر خطبها بالكوفة فقال: يا أهل الكوفة! إن كان غاب عنكم أنباؤنا فقد انتهت إليكم أمورنا، إن قتلة عثمان لا يعتذرون من قتله إلى الناس ولا ينكرون ذلك، وقد جعلوا كتاب الله بينهم وبين محاجيهم فيه، أحيا الله من أحيا،