هذا لشئ يراد، ويقال: المتكلم بهذا: عقبة بن أبي معيط. وقالوا: لا نعود إليه أبدا، وما خير من أن نغتال محمدا، فلما كان مساء تلك الليلة فقد رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء أبو طالب وعمومته إلى منزله فلم يجدوه، فجمع فتيانا من بني هاشم وبني المطلب ثم قال، ليأخذ كل واحد منكم حديدة صارمة، ثم ليتبعني إذا دخلت المسجد، فلينظر كل فتى منكم فليجلس إلى عظيم من عظمائهم فيهم: ابن الحنظلية - يعني أبا جهل - فإنه لم يغب عن شر إن كان محمد قد قتل، فقال الفتيان: نفعل، فجاء زيد بن حارثة فوجد أبا طالب على تلك الحال، فقال: يا زيد! أحسست ابن أخي؟ قال: نعم كنت معه آنفا فقال أبو طالب: لا أدخل بيتي أبدا حتى أراه، فخرج زيد سريعا حتى أتى رسول الله صلى الله عله وسلم وهو في بيت عند الصفا ومعه أصحابه يتحدثون، فأخبره الخبر، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي طالب، فقال: يا ابن أخي! أين كنت؟ أكنت في خير؟ قال: نعم. قال:
أدخل بيتك، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح أبو طالب غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بيده فوقف به على أندية قريش ومعه الفتيان الهاشميون والمطلبيون فقال : يا معشر قريش! هل تدرون ما هممت به! قالوا: لا: فأخبرهم الخبر، وقال للفتيان:
اكشفوا عما في أيديكم. فكشفوا، فإذا كل رجل منهم معه حديدة صارمة. فقال:
والله لو قتلتموه ما بقيت منكم أحدا. حتى نتفانى نحن وأنتم، فانكسر القوم وكان أشدهم انكسارا أبو جهل.
* (لفظ آخر) * وأخرج الفقيه الحنبلي إبراهيم بن علي بن محمد الدينوري في كتابه - نهاية الطلب (1) بإسناده عن عبد الله بن المغيرة بن معقب قال: فقد أبو طالب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فظن أن بعض قريش اغتاله فقتله فبعث إلى بني هاشم فقال: با بني هاشم أظن أن بعض قريش اغتال محمدا فقتله فليأخذ كل واحد منكم حديدة صارمة وليجلس إلى جنب عظيم من عظماء قريش فإذا قلت: أبغي محمدا. قتل كل منكم الرجل الذي إلى جانبه، وبلغ رسول الله جمع أبي طالب وهو في بيت عند الصفا فأتى أبا طالب وهو في المسجد فلما رآه أبو طالب أخذ بيده ثم قال: يا معشر قريش! فقدت محمدا فظننت أن بعضكم اغتاله