مكانه هناك فكذلك الدنيا وسط الآخرة. قال: صدقت قال: فأخبرني الرب يحمل أو يحمل؟ قال علي بن أبي طالب: يحمل قال رأس جالوت: فكيف؟ وإنا نجد في التوراة مكتوبا ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية. قال علي: يا يهودي: إن الملائكة تحمل العرش، والثرى يحمل الهواء، والثرى موضوع على القدرة وذلك قوله تعالى: له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى. قال اليهودي:
صدقت رحمك الله. الحديث " زين الفتى في شرح سورة هل أتى للحافظ العاصمي " (هلم معي إلى الغلو) هذه جملة مما وقفنا عليه من فتاوى أبي بكر وآرائه وهي على قلتها تدلك على مكانته من علم الكتاب، وعرفان السنة، وفقه الشريعة، وأحكام الدين، أوليس من المغالاة إذن أن يقال: علم كل ذي حظ من العلم أن الذي كان عند أبي بكر من العلم أضعاف ما كان عند علي منه؟ (1).
أليس من المغالاة؟ أن يقال: إن المعروف أن الناس قد جمع الأقضية والفتاوى المنقولة عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي فوجدوا أصوبها وأدلها على علم صاحبها أمور أبي بكر ثم عمر، ولهذا كان ما يوجد من الأمور التي وجد نص يخالفها عن عمر أقل مما وجد عن علي، وأما أبو بكر فلا يكاد يوجد نص يخالفه؟
أليس من المغالاة؟ أن يقال: لم يكن أبو بكر وعمر ولا غيرهما من أكابر الصحابة يخصان عليا بسؤال، والمعروف: أن عليا أخذ العلم عن أبي بكر؟ (2).
أليس من المغالاة أن يقال: إن أبا بكر من أكابر المجتهدين بل هو أعلم الصحابة على الإطلاق؟ قال ابن حجر في الصواعق ص 19.
أليس من المغالاة؟ أن يقال: أن أبا بكر أعلم الصحابة وأذكاهم، وكان مع ذلك أعلمهم بالسنة كما رجع إليه الصحابة في غير موضع، يبرز عليهم بنقل سنن عن النبي صلى الله عليه وسلم يحفظها هو ويستحضرها عند الحاجة إليها ليست عندهم، وكيف لا يكون