طريق الحسين بن أحمد المالكي وزاد فيه: وما خرج من الدنيا حتى أتته البشارة من الله تعالى بالجنة، * (كلمة الإمام الرضا) * كتب أبان بن محمود بن إلى علي بن موسى الرضا عليه السلام: جعلت فداك إني قد شككت في إسلام أبي طالب. فكتب إليه: ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين. الآية: وبعدها إنك إن لم تقر بإيمان أبي طالب كان مصيرك إلى النار.
قصارى القول في سيد الأبطح عند القوم إن كلا من هذه العقود الذهبية بمفرده كاف في إثبات الغرض فكيف بمجموعها ومن المقطوع به أن الأئمة من ولد أبي طالب عليه السلام أبصر الناس بحال أبيهم، وأنهم لم ينوهوا إلا بمحض الحقيقة، فإن العصمة فيهم رادعة عن غير ذلك، ولقد أجاد مفتي الشافعية بمكة المكرمة في (أسنى المطالب) حيث قال في ص 33:
هذا المسلك الذي سلكه العلامة السيد محمد بن رسول البرزنجي في نجاة أبي طالب لم يسبقه إليه أحد فجزاه الله أفضل الجزاء، وسلكه هذا الذي سلكه يرتضيه كل من كان متصفا بالإنصاف من أهل الإيمان، لأنه ليس فيه إبطال شئ من النصوص ولا تضعيف لها، وغاية ما فيه أنه حملها على معان مستحسنة يزول بها الاشكال ويرتفع الجدال، ويحصل بذلك قرة عين النبي صلى الله عليه وسلم، والسلامة من الوقوع في تنقيص أبي طالب أو بغضه، فإن ذلك يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال الله تعالى: إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا. وقال تعالى: والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم..
وقد ذكر الإمام أحمد بن الحسين الموصلي الحنفي المشهور بابن وحشي في شرحه على الكتاب المسمى بشهاب الأخبار للعلامة محمد بن سلامة القضاعي المتوفى 454:
إن بغض أبي طالب كفر. ونص على ذلك أيضا من أئمة المالكية العلامة علي الأجهوري في فتاويه، والتلمساني في حاشيته على الشفاء فقال عند ذكر أبي طالب: لا