أنت كمثل هارون من موسى * ولم أبتغي سواه ظهيرا وأبوهم أودى بعمرو بن ود * حين لاقاه في العجاج أسيرا وأبوهم لباب خيبر أضحى * قالعا ليس عاجزا بل جسورا حامل الراية التي ردها بالأمس * من لم يزل جبانا فرورا 45 خصه ذو العلا بفاطمة عرسا * ثم أعطاه شبرا وشبيرا وهم باب ذي الجلال على آدم * فارتد ذنبه مغفورا وبهم قامت السماء ولولاهم * لكادت بأهلها أن تمورا وبهم باهل النبي فقل لي * ألهم في الورى عرفت نظيرا؟!
فيهم أنزل المهيمن قرآنا * عظيما وذاك جما خطيرا 50 في الطواسين والحواميم والرحمن آيا ما كان في الذكر زورا وخلقناه نطفة نبتليه * فجعلناه سامعا وبصيرا لبيان إذا تأمله العارف * يبدي له المقام الكبير ا ثم تفسير هل أتى فيه يا صاح * قل له إن كنت تفهم التفسيرا إن الأبرار يشربون بكأس * كان عندي مزاجها كافورا 55 فلهم أنشأ المهيمن عينا * فجروها لديهم تفجيرا وهداهم وقال: يوفون بالنذر * فمن مثلهم يوفي النذورا؟!
ويخافون بعد ذلك يوما * شره كان في الورى مستطيرا فوقاهم إلههم ذلك اليوم * ويلقون نضرة وسرورا وجزاهم بأنهم صبروا في السر * والجهر جنة وحريرا 60 فاتكوا من على الأرائك لا * يلقون فيها شمسا ولا زمهريرا وأوان وقد أطيفت عليهم * سلسبيل مقدر تقديرا وبأكواب فضة وقوارير * قدروها عليهم تقديرا وبكأس قد مازجت زنجبيلا * لذة الشاربين تشفي الصدورا وإذا ما رأيت ثم نعيما * دائما عندهم وملكا كبيرا 65 وعليهم فيها ثياب من السندس * خضر في الحشر تلمع نورا