كيف لا تسكب الدموع عيوني * بعد تضريج شيبه بالدماء؟!
تطأ الخيل جسمه في ثرى الطف * وجسمي يلتذ لين الوطاء؟!
بأبي زينب وقد سبيت بالذل * من خدرها كسبي الإماء 15 فإذا عاينته ملقي على الترب * معرى مجدلا بالعراء أقبلت نحوه فيسمعها الشمر * فتدعو في خيفة وخفاء : أيها الشمر خلني أتزود * نظرة منه فهي أقصى منائي أفما للرسول حق فلم تنظرني * جاهرا بسوء المراء؟!
ثم تدعو الحسين: لم يا شقيقي * وابن أمي خلفتني بشقائي؟ 20 يا أخي يومك العظيم برى عظمي * وأضنى جسمي وأوهى قوائي يا أخي كنت أرتجيك لموتي * وحياتي فخاب مني رجائي يا أخي لو فدى من الموت شخص * كنت أفديك بي وقل فدائي يا أخي لا حبيب بعدك بل لا * عشت إلا بمقلة عمياء آه واحسرتي لفاطمة الصغرى * وقد أبرزت بذل السباء 25 كفها فوق رأسها من جوى الثكل * وكف أخرى على الأحشاء فإذا أبصرت أباها صريعا * فاحصا باليدين في الرمضاء لم تطق نهضة إليه من الضعف * فنادته في خفي النداء : يا أبي من ترى ليتمي وضعفي * أو تراه لمحنتي وابتلائي؟!؟!
فإذا لم تجد جوابا لها إلا * بكسر الجفون والايماء 30 أقبلت نحو عمتيها وقالت *: ما أرى والدي من الأحياء فإذا كان لم جفاني وما كان * له قط عادة بالجفاء يا بني أحمد السلام عليكم * ما أنارت كواكب الجوزاء أنتم صفوة الإله من الخلق * ومن بعد خاتم الأنبياء ونجوم الهدى بنوركم تهدي * البرايا في حندس الظلماء 35 أنا مولاكم ابن حماد أعددتكم * في غد ليوم جزائي ورجائي أن لا أخيب لديكم * واعتقادي بكم بلوغ الرجاء