وقد أخبرني انكم الأئمة الهداة من اهل بيته من بعده احكم الناس صغارا أعلمهم كبارا وقال لا تعلموهم فإنهم اعلم منكم قال الباقر وقد أوتيت الحكم صبيا بفضل الله ورحمته علينا أهل البيت.
قوله صلى الله عليه وآله ناصرهما لي ناصر وخاذلهما لي خاذل ووليهما لي ولى وعدوهما لي عدو يدل أيضا على المقصود بحيث لا يحتاج إلى بيان وما يتضمن هذه العبارة من طرق الحديث ما رواه ابن المغازلي في المناقب والحافظ الزرندي في نظم درر السمطين والعلامة السمهودي في جواهر العقدين وأحمد بن الفضل بن باكثير المكي في وسيلة المآل والمحمود القادري في الصراط السوي وأحمد بن عبد القادر العجيلى في ذخيرة المآل وحسام الدين أبو عبد الله حميد بن أحمد المحلى في محاسن الأزهار.
قال محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير اليماني الصنعاني (بعد نقل حديث الثقلين بزيادة تشتمل على هذه الجمل عن كتاب محاسن الأزهار) وتكلم الفقيه حميد على معانيه وأطال ولننقل بعض ذلك قال رحمه (الله - ظ) منها فضل العترة عليهم السلام ووجوب رعاية حقهم حيث عليهم جعلهم أحد الثقلين الذين يسال عنهما وأخبر بأنه سئل لهم اللطيف الخبير وقال فأعطاني يعنى استجاب له دعائه فيهم.
ومنها قوله ناصر هما لي ناصر وخاذلهما لي خاذل ووليهما ولى وعدوهما لي عدو وهذا يقتضى (يقتضى - ظ) بأنهم قائلون بالصدق وقائمون بالحق لأنه قد جعل ناصرهما يعنى الكتاب والعترة ناصرا له عليه السلام وخاذلهما خاذلا له ونصرته صلى الله عليه وسلم واجبة وخذلانه حرام عند جميع اهل الاسلام كذلك يكون حال العترة الكرام عليهم السلام وهذا يوجب انهم لا يتفقون على ضلال ولا يدينون بخطأ إذ لو جاز ذلك عليهم حتى يعمهم كان نصرهم حراما وخذ لأنهم فرضا وهذا لا يجوز لان خبره فيهم عام يتناول جميع أحوالهم ولا يدل على التخصيص وزاده بيانا وأردفه برهانا بقوله ووليهما لي ولى وعدوهما لي عدو وهذا يقتضى كونهم على الصواب وانهم ملازمون للكتاب حتى لا يحكمون بخلافة وفيه أجلى دلالة على أن اجماعهم حجة