قوله صلى الله عليه وآله فإنهم لن يخرجوكم من باب هدى ولن يدخلوكم في باب ضلالة أحلم الناس (1) كبارا وأعلمهم صغارا أيضا تفريع على ما سبق على ما في بعض طرق الحديث.
قال أبو نعيم الأصفهاني في كتاب منقبة المطهرين على ما نقل عنه بسنده عن البراء بن عازب قال لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم الغدير قام في الظهيرة فامر بقم الشجرات وأمر بلالا فنادى في الناس واجتمع المسلمون فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا ايها الناس الا ويوشك ان ادعى وأجيب وان الله سائلي وسائلكم فما ذا أنتم قائلون قالوا نشهد انك قد بلغت ونصحت قال وانى تارك فيكم الثقلين قالوا يا رسول الله وما الثقلان قال كتاب الله سبب عنده في السماء وسبب بأيديكم في الأرض وعترتي اهل بيتي وقد سألتهما (سألت لهما - ظ) ربى فوعدني ان يوردهما على الحوض وعرضه ما بين بصرى وصنعاء وأباريقه كعدد نجوم السماء فلا تسبقوا اهل بيتي فتفرقوا ولا تخلفوا عنهم فتضلوا ولا تعلموهم فهم اعلم فإنهم لن يخرجوكم من باب هدى ولن يدخلوكم في باب ضلالة أحلم الناس كبارا وأعلمهم صغارا).
وتعليل لما امرهم بالتمسك بهم والتعلم منهم ولما نهاهم عن مخالفتهم والرد عليهم ودليل على عصمتهم فان من لن يدخل الناس في الضلال ولن يخرجهم من الهدى فهو أولى منهم بعدم الدخول فيه والخروج منه ابدا وتصريح بأنهم اعلم الناس وأعقلهم أو أحكمهم وتنبيه على أن علومهم من قبل الله تعالى بفضله عليهم ورحمته.
قال الشيخ سليمان البخلي في الينابيع (بعد نقل حديث الثقلين عن جابر) قال جابر الجعفي ان جابر بن عبد الله الأنصاري دخل على علي بن الحسين سلام الله عليهم إذ خرج محمد بن علي (اي الباقر عليه السلام) من عند نسائه فقال له جابر يا مولاي ان جدك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي إذا لقيته فاقرأه منى السلام