الأنوار البهية - الشيخ عباس القمي - الصفحة ٣٦٦
لالى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة (1).
وبإسناده عن منصور، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا منصور إن هذا الأمر لا يأتيكم إلا بعد يأس، لا والله [لا يأتيكم] حتى تميزوا، لا ولله [لا يأتيكم] حتى تمحصوا، لا والله [لا يأتيكم] حتى يشقى من يشقى، ويسعد من يسعد (2).
وبإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن لصاحب هذا الأمر غيبة، المتمسك فيها بدينه كالخارط للقتاد (3)، ثم قال: - هكذا بيده -، ثم قال: إن لصاحب هذا الأمر غيبة، فليتق الله عبد وليتمسك بدينه (4).
وروى الشيخ الطوسي عن الفضيل، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام هل لهذا الأمر وقت؟ فقال: كذب الوقاتون، كذب الوقاتون، كذب الوقاتون (5).
وعن الصادق عليه السلام في حديث مهزم الأسدي، قال: يا مهزم: كذب الوقاتون، وهلك المستعجلون، ونجا المسلمون والينا يصيرون (6).
وعن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: لتمحصن يا معشر الشيعة، شيعة آل محمد، كمحيص (7) الكحل في العين، لأن صاحب الكحل يعلم متى يقع في العين ولا يعلم متى يذهب، فيصبح أحدكم وهو يرى أنه على شريعة من أمرنا، فيمسي وقد خرج منها، ويمسي وهو على شريعة من أمرنا فيصبح وقد خرج منها (8).
النعماني باسناده عن ابن نباتة (9) عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: كونوا

(١) كمال الدين: ج ٢ ص ٤٠٩ ح ٩.
(٢) كمال الدين: ج ٢ ص ٣٤٦ ح ٣٢.
(٣) القتاد: شجر له شوك (انظر الصحاح: مادة (قتد) ج ٢ ص ٥٢١).
(٤) كمال الدين: ج ٢ ص ٣٤٦ ح ٣٤.
(٥) كتا ب الغيبة: ص ٢٦٢.
(٦) كتاب الغيبة: ص ٢٦٢.
(٧) التمحيص: الابتلاء والاختبار، (انظر الصحاح: مادة (محص) ج ٣ ص ١٠٥٦)، وفي المصدر: (كمخيض) والمخيض: اللبن الذي قد اخذه زبده (انظر الصحاح: مادة (مخض) ج ٣ ص ١١٠٥).
(٨) كتاب الغيبة: ص 206.
(9) ابن نباتة: هو الأصبغ بن نباتة - بضم النون - المجاشعي كان من خاصة أمير المؤمنين عليه السلام، وعمر بعده، وكان يوم صفين على شرطة الخميس، وقال لأمير المؤمنين عليه السلام: قدمني في البقية من الناس، فإنك لا تفقدني اليوم صبرا ولا نصرا. قال عليه السلام: تقدم باسم الله والبركة، فتقدم واخذ رايته فمضى مرتجزا وقد خضب سيفه ورمحه دما، وكان شيخا ناسكا عابدا، وكان إذا لقي القوم لا يغمد سيفه، وكان رحمه الله من ذخائر علي عليه السلام ممن قد بايعه على الموت ومن فرسان أهل العراق.
وروى عنه عليه السلام محمد الأشتر ووصيته عليه السلام إلى محمد ابنه، فهو الذي دخل على أمير المؤمنين عليه السلام لما ضربه ابن ملجم لعنه الله فرآه معصوب الرأس بعصابة صف راء، وقد أصفر وجهه بحيث قد غلبت صفرة وجهه على تلك العصابة، وهو يرفع فخذا ويضع أخرى من شدة الضربة وكثرة السم، فطلب منه عليه السلام أن يحدثه بحديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وآله فحدقه عليه السلام (ورد هذا الشرح منه (قدس سره) في حاشية المخطوطة).
(٣٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 ... » »»
الفهرست