الأنوار البهية - الشيخ عباس القمي - الصفحة ٣٦٤
شعر، فسألهم الوزير: متى رأيتموه، قالوا: منذ عشرة أيام فكشف الوزير عن الفخذ الذي كان فيه الألم وهي مثل أختها ليس فيها أثر أصلا، فصاح أحد الحكماء: هذا عمل المسيح، فقال الوزير: حيث لم يكن عملكم فنحن نعرف من عملها، ثم أنه أحضر عند الخليفة المستنصر رحمه الله تعالى فسأله عن القصة فعرفه بها كما جرى، فتقدم له بألف دينار.
فلما حضرت قال: خذ هذه فانفقها، فقال: ما أجسر اخذ منه حبة واحدة، فقال الخليفة: ممن تخاف؟ فقال: من الذي فعل معي هذا، قال: لا تأخذ من أبي جعفر شيئا؟ فبكى الخليفة وتكدر وخرج من عنده، ولم يأخذ شيئا.
قال أفقر عباد الله تعالى إلى رحمته علي بن عيسى عفا الله عنه: كنت في بعض الأيام أحكي هذه القصة لجماعة عندي، وكان هذا شمس الدين محمد ولده عندي، وأنا لا أعرفه.
فلما انقضت الحكاية، قال: أنا ولده لصلبه، فعجبت من هذا الاتفاق وقلت: هل رأيت فخذه وهي مريضة؟ فقال: لا لأني أصبو عن ذلك، ولكني رأيتها بعدما صلحت، ولا أثر فيها، وقد نبت في موضعها شعر، وسألت السيد صفي الدين محمد ابن بشر العلوي الموسوي، ونجم الدين حيدر بن الأيسر رحمهما الله تعالى، وكانا من أعيان الناس وسراتهم وذوي الهبات (1) منهم، وكانا صديقين لي وعزيزين عندي، فأخبراني بصحة هذه القصة، وإنهما رأياها في حال مرضها وحال صحتها، وحكى لي ولده هذا، أنه كان بعد ذلك شديد الحزن لفراقه عليه السلام حتى أنه جاء إلى بغداد وأقام بها في فصل الشتاء، وكان كل أيام يزور سامراء ويعود إلى بغداد، فزارها في تلك السنة أربعين مرة، طمعا أن يعود له الوقت الذي مضى أو يقضي له الحظ بما قضى، ومن الذي أعطاه دهره الرضا، أو ساعده بمطالبه صرف القضا فمات رحمه الله بحسرته، وانتقل إلى الآخرة بغصته، والله يتولاه وإيانا برحمته، بمنه وكرامته.

(1) في المصدر: (الهيئات).
(٣٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف 3
2 حياة المؤلف 5
3 مقدمة المؤلف 23
4 النور الأول: سيدنا ونبينا وشفيع ذنوبنا رسول الله أبو القاسم محمد سيد الكونين والثقلين والفريقين من عرب ومن عجم صلى الله عليه وآله 25
5 فصل: في ذكر آباء النبي صلى الله عليه وآله 27
6 فصل: في بيان ولادة النبي صلى الله عليه وآله وما ظهر عند ولادته 31
7 فصل: في وفاته صلى الله عليه وآله 37
8 فصل: في غسله صلى الله عليه وآله 44
9 فصل: في دفن رسول الله صلى الله عليه وآله 47
10 النور الثاني: سيدة نساء العالمين وبضعة خاتم النبيين وأم الأئمة الطاهرين فاطمة الزهراء مشكاة نور الله جل جلاله، زيتونة عم الورى بركاتها صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها 51
11 فصل: في ذكر ولادتها صلوات الله عليها 53
12 فصل: في مناقب فاطمة عليها السلام 57
13 فصل: في وفاة فاطمة عليها السلام 58
14 النور الثالث: الإمام الأول أبو الحسن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه 64
15 فصل: في ولادته عليه السلام 67
16 فصل: في فضائل ومناقب أمير المؤمنين عليه السلام 68
17 فصل: في قتل أمير المؤمنين عليه السلام 72
18 النور الرابع: الإمام الثاني السيد الزكي أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالب سيد شباب أهل الجنة عليه السلام 83
19 فصل: في ولادته عليه السلام 85
20 فصل: في مناقب الإمام الحسن عليه السلام 87
21 فصل: في وفاة الإمام الحسن عليه السلام 89
22 النور الخامس: الإمام الثالث الشهيد المظلوم أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب إمام الإنس والجن سيد شباب أهل الجنة عليه السلام 95
23 فصل: في ذكر ولادته عليه السلام 97
24 فصل: في مواعظ مولانا الإمام الحسين عليه السلام 100
25 فصل: في استشهاد الإمام الحسين وفضل زيارته عليه السلام 102
26 النور السادس: الإمام الرابع سيد الساجدين ومصباح المتهجدين وقدوة المتقين أبو محمد علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام 105
27 فصل: في ذكر ولادته وعبادته عليه السلام 107
28 فصل: في مكارم أخلاق الإمام زين العابدين عليه السلام 114
29 فصل: في ذكر نبذ من كلامه عليه السلام 117
30 فصل: في مدحه واستلامه الحجر الأسود عليه السلام 123
31 فصل: في حلم علي بن الحسين عليه السلام وعفوه 125
32 فصل: في تاريخ وفاة الإمام زين العابدين عليه السلام 127
33 النور السابع: الإمام الخامس أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين باقر علم النبيين صلوات الله عليهم أجمعين 131
34 فصل: في ذكر ولادة وعلم مولانا باقر العلوم عليه السلام 133
35 فصل: في أحوال الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام 137
36 فصل: في مكارم أخلاقه عليه السلام 140
37 فصل: في نبذ من كلامه عليه السلام 143
38 فصل: في تاريخ وفاته عليه السلام 145
39 النور الثامن: الإمام السادس ينبوع العلم ومعدن الحكمة واليقين مولانا أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق الأمين صلوات الله عليه وعلى آبائه وأبنائه الطاهرين 147
40 فصل: في ذكر ولادته عليه السلام 149
41 فصل: في أحوال الإمام جعفر الصادق عليه السلام 151
42 فصل: في نبذ من كلامه عليه السلام 154
43 فصل: في مكارم أخلاقه عليه السلام واقرار المخالفين بفضله 157
44 فصل: في أحوال مولانا أبي عبد الله الصادق عليه السلام 161
45 فصل: فيما جرى عليه عليه السلام من المنصور 164
46 فصل: في وفاة مولانا أبي عبد الله الصادق عليه السلام 172
47 فصل: في زيادة أبي عبد الله الصادق عليه السلام 175
48 النور التاسع: الإمام السابع باب الحوائج إلى الله تعالى العبد الصالح، أبو الحسن موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام 177
49 فصل: في ذكر ولادته عليه السلام 179
50 فصل: في معاجز طفولته عليه السلام 181
51 فصل: في ذكر نبذ من كلام موسى بن جعفر عليها السلام 185
52 فصل: في عبادته وفقهه وكرمه عليه السلام 187
53 فصل: فيما جرى على موسى بن جعفر عليه السلام من الرشيد 192
54 فصل: في دفنه عليه السلام 203
55 فصل: في فضل زيارته صلوات الله عليه 204
56 النور العاشر: الإمام الثامن المأمول المرتجى بضعة سيد الورى مولانا أبو الحسن علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه وعلى آبائه وأولاده أئمة الهدى 207
57 فصل: في ذكر ولادة مولانا أبي الحسن الرضا عليه السلام 209
58 فصل: في عبادته ومكارم أخلاقه ومعالي أموره عليه السلام 212
59 فصل: في علمه عليه السلام 217
60 فصل: في ذكر بعض كلماته عليه السلام 221
61 فصل: في طلب المأمون أبا الحسن الرضا عليه السلام من المدينة إلى مرو 221
62 فصل: في ذكر ولاية العهد من المأمون للرضا عليه السلام 228
63 فصل: في وفاة الرضا عليه السلام وسببها 233
64 فصل: في استشهاد الرضا عليه السلام 240
65 فصل: في ثواب زيارة أبي الحسن الرضا عليه السلام 242
66 ختام 244
67 النور الحادي عشر: الإمام التاسع إمام كل عاكف وباد وحجة الله على جميع العباد أبو جعفر الثاني محمد بن علي التقي، صلوات الله عليه وعلى آبائه وأولاده الأمجاد 247
68 فصل: في ولادة أبي جعفر الجواد عليه السلام 249
69 فصل: في طرف من الأخبار عن مناقب أبي جعفر الثاني عليه السلام ودلائله ومعجزاته 253
70 فصل: في ذكر بعض أخباره وبراهينه وبيناته عليه السلام 258
71 فصل: في ذكر بعض كلامه عليه السلام 264
72 فصل: في وروده إلى بغداد وشهادته عليه السلام 265
73 النور الثاني عشر: الإمام العاشر والبدر الظاهر ذو الشرف والكرم والمجد والأيادي أبو الحسن الثالث علي بن محمد النقي الهادي صلوات الله عليه 271
74 فصل: في تاريخ ولادته عليه السلام 273
75 فصل: في ذكر طرف من دلائل أبي الحسن الهادي عليه السلام وأخباره وبراهينه وبيناته 274
76 فصل: في نبذ من كلامه عليه السلام 286
77 فصل: فيما جرى بين أبي الحسن الهادي عليه السلام وبين بعض خلفاء زمانه 288
78 فصل: فيما جرى بين علي الهادي عليه السلام والمتوكل وهجوم الأتراك عليه 292
79 فصل: في تاريخ وفاة أبي الحسن الهادي عليه السلام 297
80 النور الثالث عشر: الإمام الحادي عشر وسبط سيد البشر ووالد الخلف المنتظر السيد الرضي الزكي أبو محمد الحسن بن علي العسكري صلوات الله عليه وعلى آبائه وخلفه خاتم الأئمة الأعلام 301
81 فصل: في ذكر ولادته عليه السلام 303
82 فصل: في ذكر أخبار أبي محمد عليه السلام ومناقبه وآياته ومعجزاته 304
83 فصل: في آيات أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام وبراهينه 309
84 فصل: في ذكر بعض كلامه عليه السلام 317
85 فصل: في وفاة وإقرار المخالف والمؤالف بفضل أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام 322
86 النور الرابع عشر: الإمام الثاني عشر، حجة الله على عباده وبقيته في بلاده، الغائب عن الأبصار، والحاضر في قلوب الأخيار، كاشف الأحزان، وخليفة الرحمن، الحجة بن الحسن صاحب الزمان، صلوات الله عليه وعلى آبائه ما توالت الأزمان 333
87 فصل: في ولادة مولانا الإمام صاحب الزمان عليه السلام 335
88 فصل: في ذكر بعض النصوص عليه صلوات الله عليه 340
89 فصل: في ذكر طرف من دلائل صاحب الزمان عليه السلام وبيناته وآياته 348
90 فصل: في ذكر من رآه عليه السلام 354
91 فصل: في التمحيص والنهي عن التوقيت 365
92 فصل: في فضل انتظار الفرج 368
93 فصل: في ذكر علة غيبته عليه السلام 371
94 فصل: في علامات ظهوره عليه السلام 374
95 فصل: في ظهور القائم عجل الله فرجه 379
96 فصل: في مسيره عليه السلام إذا ظهر 380
97 فصل: في صفاته عليه السلام 381
98 فصل: في مسيرته واحكامه عند قيامه عليه السلام 381