فاعانتك على الطاعة، ورزقك القنوع فصانك عن التبذل، يا أبا هاشم إنما ابتدأتك بهذا لأني ظننت أنك تريد أن تشكو إلي من فعل بك هذا، وقد أمرت لك بمائة دينار فخذها (1).
الطبرسي عن محمد بن الحسن الأشتر العلوي، قال: كنت مع أبي على باب المتوكل وأنا صبي في جمع من الناس ما بين طالبي إلى عباسي وجعفري، ونحن وقوف إذ جاء أبو الحسن عليه السلام ترجل الناس كلهم حتى دخل.
فقال بعضهم لبعض: لم نترجل لهذا الغلام؟ وما هو بأشرفنا ولا بأكبرنا ولا بأسننا، والله لا ترجلنا له، فقال أبو هاشم الجعفري: والله لتترجلن له صغرة إذا رأيتموه، فما هو إلا أن أقبل، وبصروا به حتى ترجل له الناس كلهم.
فقال لهم أبو هاشم [الجعفري]: (2) أليس زعمتم أنكم لا تترجلون له؟ فقالوا له: والله ما ملكنا أنفسنا حتى ترجلنا (3).
وروي أن أبا هاشم شكا إلى مولانا أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام ما يلقى من الشوق إليه إذا انحدر من عنده إلى بغداد، وقال له: يا سيدي ادع الله لي [فربما لم أستطيع ركوب الماء فسرت إليك على الظهر] فما لي مركوب سوى برذوني (4) هذا على ضعفه، فقال: قواك الله يا أبا هاشم وقوى برذونك.
قال: فكان أبو هاشم يصلي الفجر ببغداد، ويسير على البرذون فيدرك الزوال من يومه ذلك عسكر سر من رأى، ويعود من يومه إلى بغداد إذا شاء على ذلك البرذون بعينه، فكان هذا من أعجب الدلائل التي شوهدت (5).
أقول: أبو هاشم الجعفري هو داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر