مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير " أرأيت ما أصاب عليا وأهل بيته هو بما كسبت أيديهم وهم أهل بيت طهارة معصومون؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يتوب إلى الله عز وجل ويستغفره في كل يوم وليلة مائة مرة من غير ذنب، إن الله عز وجل يخص أولياءه بالمصائب ليأجرهم عليها من غير ذنب. 1 توضيح: أي كما أن الاستغفار يكون في غالب الناس لحط الذنوب وفي الأنبياء لرفع الدرجات، فكذلك المصائب.
صاحب الامر عليه السلام 5 - إكمال الدين وعلل الشرائع والاحتجاج: محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال: كنت عند الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه مع جماعة فيهم علي بن عيسى القصري فقام إليه رجل فقال له: أريد أن أسألك عن شئ فقال له: سل عما بدا لك، فقال الرجل: أخبرني عن الحسين بن علي أهو ولي الله؟ قال: نعم، قال: أخبرني عن قاتله لعنه الله أهو عدو الله؟ قال: نعم، قال الرجل:
فهل يجوز أن يسلط الله عدوه على وليه؟
فقال له أبو القاسم (رض): افهم عني ما أقول لك: اعلم أن الله عز وجل لا يخاطب الناس بشهادة العيان، ولا يشافههم بالكلام، ولكنه عز وجل بعث إليهم رسلا من أجناسهم وأصنافهم بشرا مثلهم، فلو بعث إليهم رسلا من غير صنفهم وصورهم لنفروا عنهم، ولم يقبلوا منهم، فلما جاءوهم وكانوا من جنسهم يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق، قالوا لهم: أنتم [بشر] مثلنا فلا نقبل منكم حتى تأتونا بشئ نعجز أن نأتي بمثله فنعلم أنكم مخصوصون دوننا بما لا نقدر عليه، فجعل الله عز وجل لهم المعجزات التي يعجز الخلق عنها.
فمنهم: من جاء بالطوفان بعد الانذار والاعذار، فغرق جميع من طغى وتمرد و منهم: من القي في النار فكانت عليه بردا وسلاما، ومنهم: من أخرج من الحجر الصلد ناقة وأجرى في ضرعها لبنا، ومنهم: من فلق له البحر، وفجر له من الحجر