منه. وفي النهاية: الويل: الحزن والهلاك والمشقة من العذاب، وكل من وقع في هلكة دعا بالويل، ومعنى النداء منه يا ويلي ويا حزني ويا عذابي احضر، فهذا وقتك وأوانك.
12 - تفسير علي بن إبراهيم: عن محمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن محمد ابن سيار، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما نزلت هذه الآية " لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين " (1) قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات. ومن رمى ببصره إلى ما في يدي غيره كثر همه، ولم يشف غيظه، ومن لم يعلم أن لله عليه نعمة إلا في مطعم أو ملبس فقد قصر عمله، ودنا عذابه، ومن أصبح على الدنيا حزينا، أصبح على الله ساخطا، ومن شكى مصيبة نزلت به، فإنما يشكو ربه، ومن دخل النار من هذه الأمة ممن قرء القرآن فهو ممن يتخذ آيات الله هزؤا، ومن أتى ذا ميسرة فتخشع له طلب ما في يديه، ذهب ثلثا دينه، ثم قال: ولا تعجل وليس يكون الرجل ينال من الرجل المرفق فيجله ويوقره، فقد يجب ذلك له عليه، ولكن يريه أنه يريد بتخشعه ما عند الله، ويريد أن يختله عما في يديه (2).
بيان: قال في النهاية: في الحديث " من لم يتعز بعزاء الله فليس منا " قيل أراد بالتعزي التأسي والتبصر عند المصيبة، وأن يقول " إنا لله وإنا إليه راجعون " كما أمر الله تعالى، ومعنى قوله " بعزاء الله " أي بتعزية الله إياه، فأقام الاسم مقام المصدر، قوله عليه السلام " ولا تعجل " أي لا تبادر في هذا الحكم الذي ذكرت لك بأن تحكم على كل من يتواضع لغني أنه كذلك، فإنه إذا نال الرجل من غيره رفقا ولطفا ثم يجله ويوقره قضاء لحق النعمة، فلا يجب ذلك، أي ما ذكرت لك من ذهاب ثلثي دينه " له " أي لذلك الفعل " عليه " أي على ذلك الموقر، ويحتمل أن