بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٦ - الصفحة ١٣٣
وكثرت لهم شكاياتهم. فقال: هذا شئ حدث في أيامي أم لم يزل كذا؟ فقيل له:
بل هو جار على ما أسسه ملوك الفرس من المطالبة بالخراج في إبان النيروز، وصاروا به قدوة لملوك العرب. فأحضر المؤبد وقال له: قد كثر الخوض في هذا ولست أتعدى رسوم الفرس، فكيف كانوا يفتحون الخراج على الرعية مع ما كانوا عليه من الاحسان والنظر؟ ولم استجازوا المطالبة في هذا الوقت الذي لم تدرك فيه الغلات والزروع؟ فقال المؤبد: وإنهم وإن كانوا يفتحونها في النيروز، فما كان يجبى إلا وقت إدراك. فقال: وكيف ذلك! فبين له حال السنين وكمياتها واحتياجها إلى الكبس، ثم عرف أن الفرس كانوا يكبسونها فلما جاء الاسلام عطل، فأضر ذلك بالناس، واجتمع الدهاقنة زمن هشام بن عبد الملك إلى خالد القسري فشرحوا له هذا وسألوه أن يؤخروا النوروز شهرا، فأبى وكتب إلى هشام بذلك، فقال:
إني أخاف أن يكون هذا من قول الله " إنما النسئ زيادة في الكفر (1) " فلما كان أيام الرشيد اجتمعوا إلى خالد بن يحيى بن برمك وسألوه أن يؤخروا النوروز نحو الشهرين، فعزم على ذلك فتكلم أعداؤه فيه وقالوا: إنه يتعصب للمجوسية فأضرب عن ذلك وبقي الامر على حاله. فأحضر المتوكل إبراهيم بن العباس الصولي وأمره أن يوافق المؤبد على ما ذكره من النيروز ويحسب الأيام ويجعل له قانونا غير متغير، وينشئ عنه كتابا إلى بلدان المملكة في تأخير النوروز، فوقع العزم على تأخيره إلى سبعة عشر يوما من حزيران، ففعل ذلك ونفذت الكتب إلى الآفاق في المحرم سنة ثلاث وأربعين ومأتين. فقال البختري في ذلك قصيدة يمدح فيها المتوكل، وقتل المتوكل ولم يتم له ما دبر، حتى قام المعتضد بالخلافة واسترد بلدان المملكة من المتغلبين عليها، وتفرغ للنظر في أمور الرعية، فكان أهم شئ إليه أمر الكبيسة وإتمامه، فاحتذى ما فعله المتوكل في تأخير النوروز، غير أنه نظر من جهة أخرى، وذلك أن المتوكل أخذ ما بين سنته وبين أول تاريخ الملك يزدجرد، وأخذ المعتضد ما بين سنته وبين السنة التي زال فيها ملك الفرس بهلاك يزدجرد

(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * الباب الرابع عشر * الأيام والساعات والليل والنهار 1
3 في ساعات الليل والنهار 1
4 العلة التي من أجلها سمي الليل ليلا، والنهي عن سب الرياح والجبال... 2
5 أسامي ساعات الليل والنهار 7
6 فوائد جليلة في أن اليوم نوعان: حقيقي ووسطي 9
7 في أن الليل مقدم على النهار 16
8 * الباب الخامس عشر * ما روى في سعادة أيام الأسبوع ونحوستها 18
9 في أن الأيام ليست بأئمة ولكن كني بها عن الأئمة عليهم السلام 21
10 * الباب السادس عشر * ما ورد في خصوص يوم الجمعة 31
11 * الباب السابع عشر * ما ورد في يوم السبت ويوم الأحد 35
12 * الباب الثامن عشر * ما ورد في يوم الاثنين ويوم الثلاثاء 37
13 * الباب التاسع عشر * ما ورد في يوم الأربعاء 41
14 * الباب العشرون * ما ورد في يوم الخميس 47
15 بيان وشرح وتوضيح وتأييد فيما ورد في الأسبوع 49
16 * الباب الحادي والعشرون * سعادة أيام الشهور العربية ونحوستها وما يصلح في كل يوم منها من الاعمال 54
17 في سعادة أيام الشهر ونحوستها 56
18 * الباب الثاني والعشرون * يوم النيروز وتعيينه وسعادة أيام شهور الفرس والروم ونحوستها وبعض النوادر 91
19 فيما رواه معلى بن خنيس عن الصادق عليه السلام في النيروز 91
20 أسماء أيام شهور الفرس 93
21 في جلوس الإمام الكاظم عليه السلام في يوم النيروز، وفي الذيل بحث 100
22 في اختيارات أيام الفرس عن الصادق عليه السلام 105
23 في اختيارات أيام الفرس عن الصادق عليه السلام برواية أخرى 107
24 قصة أصحاب الرس 109
25 فوائد مهمة جليلة 113
26 بحث حول النيروز 116
27 في مبدء السنة 120
28 * أبواب الملائكة * * الباب الثالث والعشرون * حقيقة الملائكة وصفاتهم وشؤونهم وأطوارهم 144
29 تفسير الآيات 148
30 جواب لمن قال: ما الفائدة في جعل الملائكة موكلين علينا 152
31 جواب لمن قال: ما الفائدة في كتب أعمال العباد 154
32 في أن الموجودات على ثلاثة أقسام 157
33 في وجود الملائكة وماهية الملائكة 202
34 في أوصاف الملائكة 207
35 فيما قاله الشيخ المفيد (ره) في سماع الأئمة (ع)، ورؤية المحتضر الملائكة... 211
36 في دعاء مولانا السجاد (ع) في الصلاة على حملة العرش وكل ملك مقرب،... 216
37 في ملائكة الروحانيون 225
38 في ملك الموت وأعوانه 232
39 في عدد المخلوقات 241
40 * الباب الرابع والعشرون * في وصف الملائكة المقربين عليهم السلام 245
41 في تفسير الآيات، وفي روح الأمين 245
42 في أن الله تعالى بعث أربعة املاك في إهلاك قوم لوط 256
43 في أن ملك الموت وكل ملكا بقبض أرواح الآدميين، وملكا في الجن، وملكا في الشياطين، وملكا في الطير والوحش والسباع والحيتان والنمل 264
44 * الباب الخامس والعشرون * عصمة الملائكة وقصة هاروت وماروت وفيه ذكر حقيقة السحر وأنواعه 265
45 تفسير قوله تعالى: " واتبعوا ما تتلوا الشياطين "... 267
46 في بيان السحر، وانه على أقسام سحر الكلدانيين والكذابين... 278
47 في أن تعلم السحر ليس بقبيح، وأن الساحر هل يكفر أم لا 299
48 * أبواب * * العناصر وكائنات الجو (البحر) والمعادن * * والجبال والأنهار والبلدان والأقاليم * * الباب السادس والعشرون * النار وأقسامها 327
49 * الباب السابع والعشرون * الهواء وطبقاته وما يحدث فيه من الصبح والشفق وغيرهما 333
50 في أن في الهواء سكان، وقصة مولانا الإمام الجواد عليه السلام والمأمون 338
51 * الباب الثامن والعشرون * السحاب والمطر والشهاب والبروق والصواعق والقوس وسائر ما يحدث في الجو 344
52 تفسير الآيات، ومعنى قوله عز وجل: " إن في خلق السماوات والأرض " 348
53 معنى قوله تعالى: " أنزل من السماء ماء " 351
54 النهي عن تسمية قوس الله بقوس قزح 377
55 فيما قاله الفلاسفة في العناصر، وبحث حول الأرض والمطر والسحاب 388
56 فيما قاله السيد المرتضى رحمه الله تعالى في الرعد والبرق والغيم 398