المسير إلى الخوارج فقال له: يا أمير المؤمنين إن سرت في هذا الوقت خشيت أن لا تظفر بمرادك من طريق علم النجوم، فقال عليه السلام: أتزعم أنك تهدي إلى الساعة التي من سار فيها صرف عنه السوء، تخوف (1) الساعة التي من سار فيها حاق به الضر؟ فمن صدقك (2) بهذا فقد كذب القرآن، واستغنى عن الاستعانة (3) بالله [تعالى] في نيل المحبوب ودفع المكروه، وتبتغي في قولك للعامل بأمرك أن يوليك الحمد دون ربه، لأنك بزعمك أنت هديته إلى الساعة التي نال فيها النفع وأمن فيها الضر. ثم أقبل عليه السلام على الناس فقال: أيها الناس! إياكم وتعلم النجوم إلا ما يهتدى به في بر أو بحر، بإنها تدعو إلى الكهانة، المنجم كالكاهن، والكاهن كالساحر، والساحر كالكافر، والكافر في النار. سيروا على اسم الله وعونه (4).
بيان: (فمن صدقك بهذا) كأنه أسقط السيد من الرواية شيئا كما هو دأبه، وقد مر تمامه. وعلى ما تقدم هذا إشارة إلى علم ما في بطن الدابة. وإن لم يكن سقط هنا شئ فيحتمل أن يكون إشارة إلى دعواه علم الساعتين المنافي لقوله عز وجل (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا (5)) ولقوله سبحانه (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله (6)) وقوله جل وعلا (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو (7)) وما أفاد مثل هذا المعنى، ويمكن حمل الكلام على وجه آخر وهو أن قول المنجم بأن صرف السوء ونزول الضر تابع للساعة، سواء قال بأن الأوضاع العلوية مؤثرة تامة في السفليات ولا يجوز تخلف الآثار عنها، أو قال