بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٤ - الصفحة ٣٦٤
(يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب (1)).
وذكر الرازي في المحو والاثبات وجوها إلى أن قال: الثامن أنه في الأرزاق والمحن والمصائب يثبتها في الكتاب ثم يزيلها بالدعاء والصدقة، ثم قال:
وأما (أم الكتاب) فالمراد أصل الكتاب، والعرب تسمي كل ما يجري مجرى الأصل اما (2) ومنه (أم الرأس) للدماغ، و (أم القرى) لمكة، فكذلك (أم الكتاب) هو الذي يكون أصلا لجميع الكتب، وفيه قولان الأول أن أم الكتاب هو اللوح المحفوظ، وجميع حوادث العالم العلوي والسفلي مثبت فيه، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: كان الله ولا شئ (3) ثم خلق اللوح وأثبت فيه جميع أحوال الخلق (4) إلى يوم القيامة، وعلى هذا التقدير عند الله كتابان: أحدهما الكتاب الذي تكتبه الملائكة على الخلق، وذلك الكتاب محل المحو والاثبات، والكتاب الثاني اللوح المحفوظ وهو الكتاب المشتمل على تعيين نفس جميع الأحوال العلوية والسفلية، وهو الباقي. روى أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: إن الله تعالى في ثلاث ساعات بقين من الليل ينظر في الكتاب الذي لا ينظر فيه أحد غيره، فيمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء.
والقول الثاني أن أم الكتاب هو علم الله فإنه تعالى عالم بجميع المعلومات من الموجودات والمعدومات، والمعلومات وإن تغيرت إلا أن علم الله تعالى بها باق منزه عن التغيير، فالمراد بأم الكتاب هو ذاك (5) (انتهى) وقال الطبرسي - ره -: في تضاعيف الأقوال في ذلك: الرابع أنه عام في كل شئ فيمحو من الرزق ويزيد فيه، ومن الاجل، ويمحو (6) السعادة والشقاوة، وروى عكرمة

(١) الرعد: ٣٩.
(2) في المصدر: مجرى الأصل للشئ اما له.
(3) في المصدر: ولا شئ معه.
(4) في المصدر: أحوال جميع الخلق.
(5) مفاتيح الغيب: ج 5، ص 309.
(6) في المصدر: فيمحو.
(٣٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * أبواب * * كليات أحوال العالم وما يتعلق بالسماويات * * الباب الأول * حدوث العالم وبدء خلقه وكيفيته وبعض كليات الأمور 2
3 تفسير الآيات، وبحث وتحقيق حول: " خلق السماوات والأرض في ستة أيام " 6
4 تحقيق في خلق الأرض قبل السماء، أم السماء قبلها 22
5 معنى الحدوث والقدم 31(ه‍)
6 اخبار وخطب في التوحيد 32
7 فيما قاله الرضا عليه السلام لعمران الصابي، وفيه بيان 47
8 الدليل على حدوث الأجسام 62
9 في أن أول ما خلقه الله النور 73
10 في خلق الأشياء 77
11 تفسير قوله تعالى: " وكان عرشه على الماء " 95
12 في إماتة الخلق 104
13 الخطبة التي خطبها أمير المؤمنين (ع) في التوحيد وخلق الأشياء، وفيها بيان 106
14 الخطبة التي خطبها علي عليه السلام، ويذكر فيه ابتداء خلق السماوات... 176
15 في خلق الأشياء من الأنوار الخمسة الطيبة عليهم السلام 192
16 في أن أول ما خلق الله تعالى نور حبيبه محمد صلى الله عليه وآله 198
17 في أن الله تعالى خلق أرض كربلا قبل أن يخلق أرض الكعبة، ودحي الأرض من تحتها 202
18 بيان في علة تخصيص الستة أيام بخلق العالم، وتحقيق حول: اليوم، والسنة القمرية والشمسية، ومعنى الأسبوع في خلق الله 216
19 في بيان معاني الحدوث والقدم 234
20 في تحقيق الأقوال في ذلك 238
21 في كيفية الاستدلال بما تقدم من النصوص 254
22 الدلائل العقلية، وبطلان التسلسل 260
23 في دفع بعض شبه الفلاسفة الدائرة على ألسنة المنافقين والمشككين 278
24 بحث وتحقيق في أول المخلوقات 306
25 بحث وتحقيق ورفع اشكال عن آيات سورة السجدة... 309
26 * الباب الثاني * العوالم ومن كان في الأرض قبل خلق آدم عليه السلام ومن يكون فيها... 316
27 معنى قوله تعالى: " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق " والأقوال في هذه الأمة 316
28 في عدد مخلوقات الله تعالى 318
29 في الجن والنسناس 323
30 جابلقا وجابرسا، وقول الصادق عليه السلام: من وراء شمسكم أربعين شمس 329
31 فيما سئله موسى عليه السلام عن بدء الدنيا 331
32 بحث وتحقيق رشيق حول اخبار العوالم وجابلقا وجابرسا، وفي الذيل ما يناسب المقام 349
33 بحث حول عالم المثال 354
34 العلة التي من أجلها سميت الدنيا دنيا والآخرة آخرة 355
35 * الباب الثالث * القلم، واللوح المحفوظ، والكتاب المبين، والامام المبين، وأم الكتاب 357
36 تفسير الآيات 358
37 في اللوح المحفوظ والقلم 362
38 في أن اللوح من درة بيضاء 376