زمان بعد زمان؟ فقال: فإن قلتم معا فأوجدناكم (1) أنها لم تكن معا وأنها أحدثت شيئا بعد شئ، وإن قلتم أحدثها في زمان بعد زمان فقد صار له شريك.
والجواب عن ذلك أن الله تعالى لم يزل واحدا لا شئ معه ولا ثاني له، وابتدأ ما أحدثه من غير زمان (2) وليس يجب إذا أحدث بعد الأول حوادث أن يحدثها في زمان، ولو جعل لها زمانا لما وجب بذلك قدم الزمان، إذ الزمان حركات الفلك وما يقوم مقامها مما هو مقدارها في التوقيت فمن أين يجب عند هذا الفيلسوف أن يكون الزمان قديما إذا لم يوجد الأشياء ضربة واحدة لولا أنه لا يعقل معنى الزمان إلى آخر ما أفاد في هذا المقام.
وقال المحقق الطوسي طيب الله روحه القدوسي في التجريد: ولا قديم سوى الله تعالى (3). وقال فيه: وجود العالم بعد عدمه ينفي الايجاب. وقال - ره -