بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٤ - الصفحة ٢١
فيلزم القول بقدم العالم وهو مذهب الفلاسفة (انتهى) (1).
وأقول: تعيين تلك الأيام موجودة في الأخبار المعتبرة كما ستعرف، وما توهم من لزوم قدم العالم خطأ كما عرفت سابقا أنه يمكن تصحيحه بوجوه متعددة شئ منها لا يستلزم ذلك، وأما تعيين الأيام فيمكن أن تقدر الأزمنة بحيث تكون بعد خلق الشمس وحركة الأفلاك وتعيين الأيام تلك الأزمان الماضية موافقة لهذه الأيام الستة، بحيث إذا كانت الشمس متحركة فيها كانت تلك الأيام بعينها فتأمل.
(أأنتم أشد خلقا) قال البيضاوي: أي أصعب خلقا أم السماء؟ ثم بين كيف خلقها وقال (2): (بناها) ثم بين البناء فقال: (رفع سمكها) أي جعل مقدار ارتفاعها من الأرض أو ثخنها الذاهب في العلو رفيعا (فسواها) أي فعد لها، أو جعلها (3) مستوية، أو فتممها بما به يتم (4) كما لها من الكواكب والتداوير وغيرها، (5) من قولهم (سوى فلان أمره) إذا أصلحه (وأغطش ليلها) أي أظلمه منقول من (غطش الليل) إذا أظلم. وأضاف (6) إليها لأنه يحدث بحركتها (وأخرج ضحاها) أي وأبرز ضوء شمسها كقوله تعالى (والشمس وضحيها) يريد النهار (والأرض بعد ذلك دحاها) بسطها ومهدها للسكنى، (أخرج منها ماءها) بتفجير العيون (ومرعاها) أي ورعيها، وهو في الأصل لمواضع الرعي (7). وتجريد الجملة عن العاطف لأنها حال بإضمار قد، أو بيان للدحو (والجبال أرساها) أي أثبتها (متاعا لكم ولأنعامكم) تمتيعا لكم ولمواشيكم (8).

(1) مفاتيح الغيب، ج 7 ص 644.
(2) في المصدر: فقال.
(3) في بعض النسخ: فجعلها.
(4) في المصدر: بما يتم به.
(5) في المصدر: وغيرهما.
(6) في المصدر: وإنما أضاف.
(7) في المصدر: لموضع الرعي.
(8) أنوار التنزيل، ج 2: ص 644.
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * أبواب * * كليات أحوال العالم وما يتعلق بالسماويات * * الباب الأول * حدوث العالم وبدء خلقه وكيفيته وبعض كليات الأمور 2
3 تفسير الآيات، وبحث وتحقيق حول: " خلق السماوات والأرض في ستة أيام " 6
4 تحقيق في خلق الأرض قبل السماء، أم السماء قبلها 22
5 معنى الحدوث والقدم 31(ه‍)
6 اخبار وخطب في التوحيد 32
7 فيما قاله الرضا عليه السلام لعمران الصابي، وفيه بيان 47
8 الدليل على حدوث الأجسام 62
9 في أن أول ما خلقه الله النور 73
10 في خلق الأشياء 77
11 تفسير قوله تعالى: " وكان عرشه على الماء " 95
12 في إماتة الخلق 104
13 الخطبة التي خطبها أمير المؤمنين (ع) في التوحيد وخلق الأشياء، وفيها بيان 106
14 الخطبة التي خطبها علي عليه السلام، ويذكر فيه ابتداء خلق السماوات... 176
15 في خلق الأشياء من الأنوار الخمسة الطيبة عليهم السلام 192
16 في أن أول ما خلق الله تعالى نور حبيبه محمد صلى الله عليه وآله 198
17 في أن الله تعالى خلق أرض كربلا قبل أن يخلق أرض الكعبة، ودحي الأرض من تحتها 202
18 بيان في علة تخصيص الستة أيام بخلق العالم، وتحقيق حول: اليوم، والسنة القمرية والشمسية، ومعنى الأسبوع في خلق الله 216
19 في بيان معاني الحدوث والقدم 234
20 في تحقيق الأقوال في ذلك 238
21 في كيفية الاستدلال بما تقدم من النصوص 254
22 الدلائل العقلية، وبطلان التسلسل 260
23 في دفع بعض شبه الفلاسفة الدائرة على ألسنة المنافقين والمشككين 278
24 بحث وتحقيق في أول المخلوقات 306
25 بحث وتحقيق ورفع اشكال عن آيات سورة السجدة... 309
26 * الباب الثاني * العوالم ومن كان في الأرض قبل خلق آدم عليه السلام ومن يكون فيها... 316
27 معنى قوله تعالى: " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق " والأقوال في هذه الأمة 316
28 في عدد مخلوقات الله تعالى 318
29 في الجن والنسناس 323
30 جابلقا وجابرسا، وقول الصادق عليه السلام: من وراء شمسكم أربعين شمس 329
31 فيما سئله موسى عليه السلام عن بدء الدنيا 331
32 بحث وتحقيق رشيق حول اخبار العوالم وجابلقا وجابرسا، وفي الذيل ما يناسب المقام 349
33 بحث حول عالم المثال 354
34 العلة التي من أجلها سميت الدنيا دنيا والآخرة آخرة 355
35 * الباب الثالث * القلم، واللوح المحفوظ، والكتاب المبين، والامام المبين، وأم الكتاب 357
36 تفسير الآيات 358
37 في اللوح المحفوظ والقلم 362
38 في أن اللوح من درة بيضاء 376