أمرهن، والضمير للسماء على المعنى (1) أو مبهم. (وسبع سماوات) حال على الأول، وتمييز على الثاني. (في يومين) قيل: خلق السماوات يوم الخميس والشمس والقمر والنجوم يوم الجمعة (وأوحى في كل سماء أمرها) شأنها وما يتأتى منها بأن حملها عليه اختيارا أو طبعا، وقيل: أوحى إلى أهلها بأوامره.
(وزينا السماء الدنيا بمصابيح) فإن الكواكب كلها ترى كأنها تتلألأ عليها.
(وحفظا) أي وحفظناها من الآفات أو من المسترقة حفظا. وقيل: مفعول له على المعنى، كأنه قال: خصصنا السماء الدنيا بمصابيح زينة وحفظا. (ذلك تقدير العزيز العليم) البالغ في القدرة والعلم.
(وما مسنا من لغوب) قال الطبرسي: أي تعب ونصب، أكذب الله تعالى بهذا اليهود، فإنهم قالوا: استراح الله يوم السبت فلذلك لا نعمل فيه شيئا (2).
وقال الرازي في تفسيره: قال بعض المفسرين: المراد من الآية الرد على اليهود حيث قالوا: بدأ الله خلق العالم يوم الأحد وفرغ منه في ستة أيام آخرها يوم الجمعة واستراح يوم السبت واستوى (3) على عرشه. فقال تعالى: (وما مسنا من لغوب) رادا (4) عليهم، والظاهر أن المراد الرد على المشرك أي ما تعبنا بالخلق الأول حتى لا نقدر على الإعادة ثانيا وأما ما قاله اليهود ونقلوه من التورية فهو إما تحريف منهم أولم يعلموا تأويله، وذلك لان الأحد والاثنين أزمنة متميزة بعضها عن بعض فلو كان خلق السماوات ابتداء يوم الأحد لكان الزمان متحققا قبل الأجسام، والزمان لا ينفك عن الأجسام، فيكون قبل الأجسام (5) أجسام اخر