بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٤ - الصفحة ٢٠
أمرهن، والضمير للسماء على المعنى (1) أو مبهم. (وسبع سماوات) حال على الأول، وتمييز على الثاني. (في يومين) قيل: خلق السماوات يوم الخميس والشمس والقمر والنجوم يوم الجمعة (وأوحى في كل سماء أمرها) شأنها وما يتأتى منها بأن حملها عليه اختيارا أو طبعا، وقيل: أوحى إلى أهلها بأوامره.
(وزينا السماء الدنيا بمصابيح) فإن الكواكب كلها ترى كأنها تتلألأ عليها.
(وحفظا) أي وحفظناها من الآفات أو من المسترقة حفظا. وقيل: مفعول له على المعنى، كأنه قال: خصصنا السماء الدنيا بمصابيح زينة وحفظا. (ذلك تقدير العزيز العليم) البالغ في القدرة والعلم.
(وما مسنا من لغوب) قال الطبرسي: أي تعب ونصب، أكذب الله تعالى بهذا اليهود، فإنهم قالوا: استراح الله يوم السبت فلذلك لا نعمل فيه شيئا (2).
وقال الرازي في تفسيره: قال بعض المفسرين: المراد من الآية الرد على اليهود حيث قالوا: بدأ الله خلق العالم يوم الأحد وفرغ منه في ستة أيام آخرها يوم الجمعة واستراح يوم السبت واستوى (3) على عرشه. فقال تعالى: (وما مسنا من لغوب) رادا (4) عليهم، والظاهر أن المراد الرد على المشرك أي ما تعبنا بالخلق الأول حتى لا نقدر على الإعادة ثانيا وأما ما قاله اليهود ونقلوه من التورية فهو إما تحريف منهم أولم يعلموا تأويله، وذلك لان الأحد والاثنين أزمنة متميزة بعضها عن بعض فلو كان خلق السماوات ابتداء يوم الأحد لكان الزمان متحققا قبل الأجسام، والزمان لا ينفك عن الأجسام، فيكون قبل الأجسام (5) أجسام اخر

(1) أي كانت المناسب صيغة التثنية ولما كان في كل منهما كثرة اعتبر جانب المعنى، و إنما جمع على صيغة جمع العقلاء باعتبار جعلهما مخاطبتين (منه).
(2) مجمع البيان، ج 9، 150.
(3) في المصدر: استلقى.
(4) في المصدر: ردا.
(5) في المصدر: قبل خلق الأجسام.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * أبواب * * كليات أحوال العالم وما يتعلق بالسماويات * * الباب الأول * حدوث العالم وبدء خلقه وكيفيته وبعض كليات الأمور 2
3 تفسير الآيات، وبحث وتحقيق حول: " خلق السماوات والأرض في ستة أيام " 6
4 تحقيق في خلق الأرض قبل السماء، أم السماء قبلها 22
5 معنى الحدوث والقدم 31(ه‍)
6 اخبار وخطب في التوحيد 32
7 فيما قاله الرضا عليه السلام لعمران الصابي، وفيه بيان 47
8 الدليل على حدوث الأجسام 62
9 في أن أول ما خلقه الله النور 73
10 في خلق الأشياء 77
11 تفسير قوله تعالى: " وكان عرشه على الماء " 95
12 في إماتة الخلق 104
13 الخطبة التي خطبها أمير المؤمنين (ع) في التوحيد وخلق الأشياء، وفيها بيان 106
14 الخطبة التي خطبها علي عليه السلام، ويذكر فيه ابتداء خلق السماوات... 176
15 في خلق الأشياء من الأنوار الخمسة الطيبة عليهم السلام 192
16 في أن أول ما خلق الله تعالى نور حبيبه محمد صلى الله عليه وآله 198
17 في أن الله تعالى خلق أرض كربلا قبل أن يخلق أرض الكعبة، ودحي الأرض من تحتها 202
18 بيان في علة تخصيص الستة أيام بخلق العالم، وتحقيق حول: اليوم، والسنة القمرية والشمسية، ومعنى الأسبوع في خلق الله 216
19 في بيان معاني الحدوث والقدم 234
20 في تحقيق الأقوال في ذلك 238
21 في كيفية الاستدلال بما تقدم من النصوص 254
22 الدلائل العقلية، وبطلان التسلسل 260
23 في دفع بعض شبه الفلاسفة الدائرة على ألسنة المنافقين والمشككين 278
24 بحث وتحقيق في أول المخلوقات 306
25 بحث وتحقيق ورفع اشكال عن آيات سورة السجدة... 309
26 * الباب الثاني * العوالم ومن كان في الأرض قبل خلق آدم عليه السلام ومن يكون فيها... 316
27 معنى قوله تعالى: " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق " والأقوال في هذه الأمة 316
28 في عدد مخلوقات الله تعالى 318
29 في الجن والنسناس 323
30 جابلقا وجابرسا، وقول الصادق عليه السلام: من وراء شمسكم أربعين شمس 329
31 فيما سئله موسى عليه السلام عن بدء الدنيا 331
32 بحث وتحقيق رشيق حول اخبار العوالم وجابلقا وجابرسا، وفي الذيل ما يناسب المقام 349
33 بحث حول عالم المثال 354
34 العلة التي من أجلها سميت الدنيا دنيا والآخرة آخرة 355
35 * الباب الثالث * القلم، واللوح المحفوظ، والكتاب المبين، والامام المبين، وأم الكتاب 357
36 تفسير الآيات 358
37 في اللوح المحفوظ والقلم 362
38 في أن اللوح من درة بيضاء 376