بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٤ - الصفحة ٢٠٩
أرضك كل نبات فيها بكلمة واحدة وتراب واحد وتسقى بماء واحد، فجاء على مشيئتك مختلفا اكله ولونه وريحه وطعمه، منه الحلو، ومنه الحامض والمر، و الطيب ريحه والمنتن، والقبيح والحسن، وقال عزيز: يا رب إنما نحن خلقك وعمل يدك (1) خلقت أجسادنا في أرحام أمهاتنا، وصورتنا كيف تشاء بقدرتك جعلت لنا أركانا، وجعلت فيها عظاما، وشفقت (2) لنا أسماعا وأبصارا، ثم جعلت لها (3) في تلك الظلمة نورا، وفي ذلك الضيق سعة، وفي ذلك الغم روحا، ثم هيأت لها من فضلك رزقا يقويه على مشيئتك، ثم وعظته بكتابك وحكمتك، ثم قضيت عليه الموت لا محالة، ثم أنت تعيده كما بدأته.
قال عزيز: اللهم بكلمتك خلقت جميع خلقك، فأتى على مشيتك، لم تأن في ذلك مؤنة، ولم تنصب (4) فيه نصبا، كان عرشك على الماء، والظلمة على الهواء والملائكة يحملون عرشك، ويسبحون بحمدك، والخلق مطيع لك، خاشع من خوفك، لا يرى فيه نور إلا نورك، ولا يسمع فيه صوت إلا سمعك، ثم فتحت خزانة النور وطريق الظلمة فكانا ليلا ونهارا يختلفان بأمرك (5).
172 - وعن ابن عباس: إن اليهود أتت النبي صلى الله عليه وآله فسألته عن خلق السماوات والأرض، فقال: خلق الله الأرض يوم الأحد والاثنين، وخلق الجبال وما فيهن من منافع يوم الثلاثاء، وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والمدائن و العمران والخراب، فهذه أربعة فقال تعالى (قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين إلى قوله في أربعة أيام سواء للسائلين) وخلق يوم الخميس السماء وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة إلى ثلاث ساعات بقين منه

(١) في المصدر: يديك.
(٢) في المصدر: وفتقت.
(٣) في المصدر: لنا.
(٤) في المصدر: ولم ثعى منه نصبا.
(٥) الدر المنثور: ج ٥، ص: 6.
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * أبواب * * كليات أحوال العالم وما يتعلق بالسماويات * * الباب الأول * حدوث العالم وبدء خلقه وكيفيته وبعض كليات الأمور 2
3 تفسير الآيات، وبحث وتحقيق حول: " خلق السماوات والأرض في ستة أيام " 6
4 تحقيق في خلق الأرض قبل السماء، أم السماء قبلها 22
5 معنى الحدوث والقدم 31(ه‍)
6 اخبار وخطب في التوحيد 32
7 فيما قاله الرضا عليه السلام لعمران الصابي، وفيه بيان 47
8 الدليل على حدوث الأجسام 62
9 في أن أول ما خلقه الله النور 73
10 في خلق الأشياء 77
11 تفسير قوله تعالى: " وكان عرشه على الماء " 95
12 في إماتة الخلق 104
13 الخطبة التي خطبها أمير المؤمنين (ع) في التوحيد وخلق الأشياء، وفيها بيان 106
14 الخطبة التي خطبها علي عليه السلام، ويذكر فيه ابتداء خلق السماوات... 176
15 في خلق الأشياء من الأنوار الخمسة الطيبة عليهم السلام 192
16 في أن أول ما خلق الله تعالى نور حبيبه محمد صلى الله عليه وآله 198
17 في أن الله تعالى خلق أرض كربلا قبل أن يخلق أرض الكعبة، ودحي الأرض من تحتها 202
18 بيان في علة تخصيص الستة أيام بخلق العالم، وتحقيق حول: اليوم، والسنة القمرية والشمسية، ومعنى الأسبوع في خلق الله 216
19 في بيان معاني الحدوث والقدم 234
20 في تحقيق الأقوال في ذلك 238
21 في كيفية الاستدلال بما تقدم من النصوص 254
22 الدلائل العقلية، وبطلان التسلسل 260
23 في دفع بعض شبه الفلاسفة الدائرة على ألسنة المنافقين والمشككين 278
24 بحث وتحقيق في أول المخلوقات 306
25 بحث وتحقيق ورفع اشكال عن آيات سورة السجدة... 309
26 * الباب الثاني * العوالم ومن كان في الأرض قبل خلق آدم عليه السلام ومن يكون فيها... 316
27 معنى قوله تعالى: " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق " والأقوال في هذه الأمة 316
28 في عدد مخلوقات الله تعالى 318
29 في الجن والنسناس 323
30 جابلقا وجابرسا، وقول الصادق عليه السلام: من وراء شمسكم أربعين شمس 329
31 فيما سئله موسى عليه السلام عن بدء الدنيا 331
32 بحث وتحقيق رشيق حول اخبار العوالم وجابلقا وجابرسا، وفي الذيل ما يناسب المقام 349
33 بحث حول عالم المثال 354
34 العلة التي من أجلها سميت الدنيا دنيا والآخرة آخرة 355
35 * الباب الثالث * القلم، واللوح المحفوظ، والكتاب المبين، والامام المبين، وأم الكتاب 357
36 تفسير الآيات 358
37 في اللوح المحفوظ والقلم 362
38 في أن اللوح من درة بيضاء 376