لأبي عبد الله عليه السلام فقال: أقرئه السلام وقل له: يترك ما هو عليه، وأضمن له على الله الجنة، فبكى ثم قال: الله قال لك جعفر عليه السلام هذا؟ قال: فحلفت له أنه قال لي ما قلت لك، فقال لي: حسبك ومضى فلما كان بعد أيام بعث إلي ودعاني، فإذا هو خلف باب داره عريان، فقال: يا أبا بصير ما بقي في منزلي شئ إلا وخرجت عنه، وأنا كما ترى، فمشيت إلى إخواني فجمعت له ما كسوته به، ثم لم يأت عليه إلا أيام يسيرة، حتى بعث إلي أني عليل فائتني، فجعلت أختلف إليه وأعالجه حتى نزل به الموت.
فكنت عنده جالسا وهو يجود بنفسه، ثم غشي عليه غشيه ثم أفاق فقال:
يا أبا بصير قد وفى صاحبك لنا، ثم مات، فحججت فأتيت أبا عبد الله عليه السلام فاستأذنت عليه، فلما دخلت قال مبتدئا من داخل البيت وإحدى رجلي في الصحن والأخرى في دهليز داره: يا با بصير قد وفينا لصاحبك (1).
200 - الكافي: الحسين بن محمد، عن المعلى، عن بعض أصحابه، عن أبي بصير مثله (2) بيان: يتبع السلطان أي يوالي خليفة الجور، ويتولى من قبله، والقيان جمع قينة بالفتح، وهي الأمة المغنية، وفي القاموس (3) الجمع جماعة الناس، و الجمع جموع، يؤذيني أي بالغناء ونحوه، مبتلى أي ممتحن بالأموال والمناصب مغرور بها، فتسلط الشيطان علي فلا يمكنني تركها، أو أني مع تلك الأحوال لا أرجو المغفرة، فلذا لا أترك لذاتي " الله " بالجر بتقدير حرف القسم، حسبك أي هذا كاف لك فيما أردت من انتهائي عما كنت فيه، وفي النهاية (4) يجود بنفسه أي يخرجها ويدفعها، كما يدفع الانسان ماله يجود به، والجود الكرم، يريد به أنه كان في النزع وسياق الموت.
201 - كشف الغمة: من كتاب الدلائل عن أبي حمزة الثمالي قال: كنت مع أبي