يخسف بهم، ولكن قال: يحشرون - أو قال: يبعثون - على نياتهم يوم القيامة، قال:
فسئل أبو جعفر محمد بن علي أهي بيداء من الأرض؟ فقال: كلا والله إنها بيداء المدينة أخرج البخاري بعضه وأخرج مسلم الباقي.
وروى محمد بن موسى العنزي قال: كان مالك بن ضمرة الرواسي من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وممن استبطن من جهته علما كثيرا. وكان أيضا قد صحب أبا ذر فأخذ من عمله، وكان يقول في أيام بني أمية: اللهم لا تجعلني من الثلاثة، فيقال له: وما الثلاثة؟ فيقول: رجل يرمى به من فوق طمار، ورجل تقطع يداه ورجلاه ولسانه ويصلب، ورجل يموت على فراشه، فكان من الناس من يهزأ به ويقول:
هذا من أكاذيب أبي تراب، قال: فكان الذي رمي به في طمار: هانئ بن عروة، والذي قطع وصلب رشيد الهجري، ومات مالك على فراشه (1).
قال: وقال نصر بن مزاحم: حدثنا عبد العزيز بن سباه، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد التيمي المعروف بعقيصا قال: كنا مع علي عليه السلام في مسيره إلى الشام، حتى إذا كنا بظهر الكوفة من جانب هذا السواد عطش الناس واحتاجوا إلى الماء، فانطلق بنا علي عليه السلام حتى أتى إلى صخرة مضرس في الأرض كأنها ربضة عنز، فأمرنا فاقتلعناها، فخرج لنا من تحتها ماء، فشرب الناس منه حتى ارتووا، ثم أمرنا فأكفاناها عليه، وسار الناس حتى إذا مضى قليلا، قال عليه السلام:
أمنكم أحد يعلم مكان هذا الماء الذي شربتم منه؟ قالوا: نعم يا أمير المؤمنين، قال:
فانطلقوا إليه فانطلق منا رجال ركبانا ومشاة فاقتصصنا الطريق إليه حتى انتهينا إلى المكان الذي يرى (2) أنه فيه، فطلبناه فلم نقدر على شئ، حتى إذا عيل علينا انطلقنا إلى دير قريب منا، فسألناهم أين هذا الماء الذي عندكم؟ قالوا: ليس قربنا ماء، فقلنا: بلى إنا شربنا منه، قالوا: أنتم شربتم منه؟ قلنا: نعم، فقال صاحب