بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣١ - الصفحة ٧٢
يا أمير المؤمنين - أن الله اختار من خلقه لذلك من اختار، فلو أن قريشا (١) اختارت لانفسها حيث اختار الله لها لكان الصواب بيدها غير مردود ولا محدود.
وأما قولك: إنهم أبو أن يكون لنا النبوة والخلافة.. فإن الله تعالى وصف قوما بالكراهة، فقال (٢): (ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم) (٣)، وأما قولك: إنا كنا نجحف.. فلو جحفنا بالخلافة لجحفنا بالقرابة، ولكن أخلاقنا (٤) مشتقة من خلق رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم الذي قال الله في حقه (٥):
﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾ (٦)، وقال له: ﴿واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين﴾ (٧).
فقال عمر: على رسلك يا ابن عباس!، أبت قلوبكم - يا بني هاشم - إلا غشا في أمر قريش لا يزول، وحقدا عليها لا يحول. فقال ابن عباس: مهلا يا أمير المؤمنين!، لا تنسب قلوب بني (٨) هاشم إلى الغش فإن قلوبهم من قلب رسول الله صلى الله عليه [وآله] الذي طهره الله وزكاه، وهم أهل البيت الذي قال الله تعالى فيهم ﴿٩): إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا﴾ (10)، وأما قولك: حقدا.. فكيف لا يحقد من غصب شيئه، ويراه في يد

(١) في الشرح: فلو نظرت قريش من حيث نظر الله لها لوفقت وأصابت قريش، بدلا من قوله: فلو أن قريشا.. إلى قوله: ولا محدود.
(٢) في المصدر: أما قول أمير المؤمنين: إن قريشا كرهت.. فإن الله تعالى قال لقوم..
(٣) سورة محمد (ص): ٩.
(٤) في شرح النهج: فلو جخفنا بالخلافة جخفنا بالقرابة ولكنا قو أخلاقنا..
(٥) لا توجد في المصدر: في حقه، وبدلا منها: تعالى.
(٦) القلم: ٤.
(٧) الشعراء: ٢١٥.
(٨) لا توجد في المصدر: قلوب بني. وكلمة: هاشم، فيه بالرفع.
(٩) في شرح النهج: لهم.
(١٠) الأحزاب: ٣٣.
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست