لهم إبليس الأكبر - لعنه الله -: ما لكم؟ قالوا: قد عقد هذا الرجل عقدة لا يحلها إنسي إلى يوم القيامة، فقال لهم إبليس: كلا! الذين حوله قد وعدوني فيه عدة ولن يخلفوني فيها! فأنزل الله سبحانه هذه الآية: [ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين]، يعني بأمير المؤمنين عليه السلام وعلى ذريته الطيبين.
[بحار الأنوار: 37 / 169 ذيل حديث 45، عن تأويل الآيات الظاهرة: 2 / 474].
190 - كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: بإسناده عن عيسى بن داود، عن موسى بن جعفر عليهما السلام قال:
كنت عند أبي يوما في المسجد إذ أتاه رجل فوقف أمامه، وقال: يا بن رسول الله! أعيت علي آية في كتاب الله عز وجل، سألت عنها جابر بن يزيد فأرشدني إليك، فقال: وما هي؟، قاله: قوله عز وجل: [الذين إن مكناهم في الأرض..] الآية، فقال: نعم فينا نزلت، وذلك أن فلانا وفلانا وطائفة معهم - وسماهم - اجتمعوا إلى النبي صلى الله عليه وآله، فقالوا: يا رسول الله!
إلى من يصير هذا الامر بعدك؟ فوالله لئن صار إلى رجل من أهل بيتك إنا لنخافهم على أنفسنا، ولو صار إلى غيرهم لعل غيرهم أقرب وأرحم بنا منهم، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله من ذلك غضبا شديدا، ثم قال: أما والله لو آمنتم بالله ورسوله ما أبغضتموهم، لان بغضهم بغضي، وبغضي هو الكفر بالله، ثم نعيتم إلى نفسي، فوالله لئن مكنهم الله في الأرض ليقيموا الصلاة لوقتها، وليؤتوا الزكاة لمحلها، وليأمرن بالمعروف، ولينهن عن المنكر، إنما يرغم الله أنوف رجال يبغضوني ويبغضون أهل بيتي وذريتي، فأنزل الله عز وجل: [الذين إن مكناهم في الأرض..] إلى قوله: [ولله عاقبة الأمور] فلم يقبل القوم ذلك، فأنزل الله سبحانه:
[وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود * وقوم إبراهيم وقوم لوط * وأصحاب مدين وكذب موسى فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير] (سورة الحج: 41 - 44).
[بحار الأنوار: 24 / 165 - حديث 8، عن تأويل الآيات الظاهرة: 174 - 175 - حجرية - (1 / 342 - 343 حديث 24)، وجاء في تفسير البرهان: 3 / 95 حديث 3].
191 - تفسير الإمام العسكري: في قوله تعالى: [إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا]، قال: قال الله في صفة الكاتمين لفضلنا أهل البيت [إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب] المشتمل على ذكر فضل محمد صلى الله عليه وآله على جميع النبيين وفضل علي على جميع الوصيين [ويشترون به ثمنا قليلا] يكتمونه ليأخذوا عليه عرضا من الدنيا يسيرا،